ومن أسرار البحار التي تحدث عنها القرآن ولم تعرف بالفعل إلا في هذا القرن، ما جاء في سورة الرحمن قال تعالى: ((مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان (20) فبأي آلاء ربكما تكذبان (21) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان (22) فبأي آلاء ربكما تكذبان)) [الرحمن:19-23]، فقد اكتشف البحارة الغربيون في أوائل هذا القرن أثناء وجودهم في باب المندب والبحر الأحمر أمامهم والمحيط الهندي خلفهم أن لكل من البحرين صفة ومميزات تخصه في الملوحة والحيوانات والنباتات إلخ، مع اتصال المائين، وقد كان بعض المفسرين من قبل يفسرون ذلك بالماء العذب والمالح، غير أنه يشكل عليهم أنه لا يخرج اللؤلؤ والمرجان من العذب، وأن البرزخ لا يبقى كثيرا ثم يختلط الماءان، والتفسير بما ثبت صحته فعلا وثبت وجوده حقيقة أولى مع بقاء التفسير على الظاهر، بينما يحتاج الأولون في تفسيرهم إلى التأويل في قوله تعالى: ((منهما))، إذ لا يخرج اللؤلؤ والمرجان من العذب.
هذا وقد تابع علماء البحار البحث عن خصائص البحار فوجدوا لكل بحر شخصية تميزه عن لصيقه، وهذه آية أخرى تدل على صدق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأن القرآن من عند الله تعالى، وصدق الله سبحانه وتعالى: ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)) [فصلت: 53]، وقد وضع كتاب كبير في هذا الموضوع إسمه الإكتشافات العصرية لما أخبر به سيد البرية، مؤلفه حسيني من الجزائر فيه أكثر من مائة موضوع ([4]).
Bogga 12