فطرب أبو يحيى من غنائها ولاحت عليه علائم الانبساط، فلما آنست منه ذلك رمت العود من يدها وأخذت الجام وسكبت المدام وقدمت له كأسا منها، فامتنع أبو يحيى عن أخذها، فصارت تلاعبه تارة وتمازحه أخرى إلى أن شرب منها، وما زالت تهيجه بمغناها حتى ترنح من الطرب فصار يطلب منها كأسا بعد أخرى حتى أخذ منه السكر ومالت به هزة الطرب فاستلقى على ضمة من زهر الرياحين وهو غائب عن وجوده، وإذا بالملك أقبل فرآه على ذي الحال فناداه قائلا:
ما لي أنادي أبا يحيى فينبيني
سكران مطروح ما بين الرياحين
فأجابه على الفور:
ما أنت ربي على ذنبي تحاسبني
ولا نبيا لطرق الحق يهدينا
ما قال ربك ويل للألى سكروا
بل قال ربك ويل للمصلينا
أنعم علي بما أوعدتني كرما
واجعل نصيبي من الدنيا نصيبينا
Bog aan la aqoon