تقوم بقلبي في مقام العوائد
فأجابته تقول:
كفيت الذي تخشى وصرت إلى المنى
ونلت الذي تهوى برغم الحواسد
ووالله لولا أن يقال تظننا
بي السوء ما جنبت فعل العوائد
فلما قرأ ما في الرقعة وتنشق عاطر شذاها غشي عليه فجاؤوه، فإذا هو ميت، فقالوا لها ما كان عليك لواجبته زورة. قالت: خشيت أن يقال صبت إليه، ولكني قاتلة نفسي ولاحقة به قريبا. فلم يشعروا بها إلا وهي ميتة إلى جانبه.
عبد الله بن عجلان وهند
خرج عبد الله بن عجلان إلى شعب من نجد ينشد ضالة فشارف ماء يقال له: نهر غسان. وكانت بنات العرب تقصده فتخلع ثيابها وتغتسل فيه. فلما علا ربوة تشرف على النهر المذكور رآهن على تلك الحالة فمكث يسترق النظر إليهن، فصعدن وبقيت هند وكانت طويلة الشعر. فأخذت تمشطه وتسبله على بدنها، وهو يتأمل شفوف بياض جسمها في خلال سواد الشعر، ونهض ليركب الناقة فلم يقدر وقعد ساعة. وكان قبل تلك النظرة تصف له العرب ثلاثة رواحل قائمة فيحلقها ويركب الرابعة، فعند ذلك داخله من الحب ما أعجزه وأوهن قواه، فأنشد:
لقد كنت ذا بأس شديد وهمة
Bog aan la aqoon