181

* فصل [في شجاعتهم وعلو همتهم]

فأما شجاعتهم وعلو همتهم فإنه لم يكن في العرب أقوى من عنترة بن عمرو بن شداد (28) رأسا ، ولا أشد منه بأسا ، لأنه رجل عظيم الهيبة ، جليل الخطر ، شجاع ، مخوف السطوة في البدو والحضر ، وقائعه في الحروب والمغازي مشهورة ، ونجدته وهمته بكل لسان مذكورة. وكان معاصرا لعمرو بن معدي كرب الزبيدي (29) ، بطن من مذحج ، وكان عمرو المذكور شجاعا كاملا قد أسر جماعة من صناديد العرب ، فلما بلغ علم أسره لهم إلى عنترة ، ضاق صدره من ذلك وحلف ، لا بد له من غزو عمرو إلى بلده كائنا ما كان.

فلما بلغ عمرو يمينه التي حلفها ضحك من قوله ، وتعجب ، وقال : قد بلغ خطر عنترة أن يطلق لسانه علي بما تكلم ، ثم كتب أبياتا من الشعر وأرسل بها

وهي من أجود الشعر ، وفي علماء الأدب من ينسبها لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي ، وهو الذي تنسب إليه قصة الوفاء مع امرئ القيس الشاعر (الأعلام 3 / 140).

Bogga 193