أبدا. قلت: يقول العزيز الجبار ان ذلك لحق تخاصم اهل النار. وأخرج بن عساكر عن قيس بن حازم قال سمعت علي بن أبي طالب على منبر الكوفة يقول الا لعن الله الا فجرين من قريش بني امية وبني المغيرة. واخرج بن أبي حاتم عن الاسود بن يزيد قال قلت: لعائشة رضي الله عنها الا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع اصحاب محمد في الخلافة قالت: وما تعجبك من سلطان الاله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون مصر (انتهي من الدر المنثور). قلت: يشير كلام عائشة إلى ثلاثة امور الاول دلالة مفهوم الصفة مخالفة ان معاوية ليس من اصحاب محمد. الثاني الاشارة بالمثال إلى فجور معاوية. الثالث تشبيهها معاوية بفرعون الذي بين الله حاله بقوله تعالى وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيمة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيمة بئس الرفد المرفود. (تنبيه) صوب ابن المنير والغزالي رحمهما الله منع لعن الشخص المعين وان اتصف بما استحق به اللعن بما جاء في كتاب الله تعالى وحديث نبيه عليه وعلى آله السلام كلعن الله زيدا الشارب وجوزا لعن غير المعين كلعن الله السارق ونحوه مستدلين بما في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عن ان رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله كان اسمه عبدالله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان النبي قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وآله لا تلعنوه فوالله ما علمت انه يحب الله ورسوله وزاد الغزالي انه لا يجوز لعن المعين ولو كان كافرا حتى يتيقن موته على الكفر وتبعهما كثير من متأخري الفقهاء. وقال كثير بجواز اللعن مطلقا محتجين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن من يستحق اللعن كافرا كان أو مسلما فيستوي المعين
--- [ 29 ]
Bogga 28