ان اجتماع الناس عليه واكثرهم مكرهون لا يقيم له عذرا ولا يخفف عنه أصرا ولو سلمنا جدلا بما يزعمه بعض انصاره من انهم كلهم طائعون وانه قرشي جائز الامامة ظاهرا فأين الرحمة واين العدل واين الوفاء المشروطة في امامة القرشي في حديث الائمة من قريش حتى إذا اخل بواحد منها وجبت عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لارحمة وهو يقتلهم تسميا وصبرا ويهدم ديار قوم وينفى آخرين ويولي عليهم الظلمة يسومونهم سوء العذاب ولاعدل وهو يقضي بلولد للزاني لا للفراش وقد استأثر بالبيضاء والصفراء وبذر اكثر اموال المسلمين كما تهوى نفسه يأخذ بغير الحق وينفق في غير حق لا وفاء وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انه لا يجتمع مع عمرو الا على غدر وقد قال: علي كرم الله وجهه انه يغدر ويفجر ولو لم يصدر منه الا غدره فيما عاهد عليه الحسن بن علي عليهما السلام لكفي ودونك ايها الطالب الحق متن الحديث المذكور قال صلى الله عليه وآله وسلم: الائمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل ذلك فان استرحموا رحموا وان استحكموا عدلوا وان عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. ولهذا الحديث طرق جمعها الحافظ ابن حجر رحمه الله في مؤلف سماه لذة العيش في طرق حديث الائمة من قريش. قال المسعودي رحمه الله حدث منصور بن وحشي عن ابي الفياض عبدالله بن محمد الهاشمي عن الوليد بن البحتري العبسي عن الحرث بن مسمار البهراني قال: حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي وعبد الله بن الكواء اليشكري ورجالا من اصحاب علي مع رجال من قريش فدخل عليهم معاوية يوما فقال نشدتكم بالله الا ما قلتم حقا وصدقا اي الخلفاء رأيتموني فقال ابن الكواء لولا انك عزمت علينا ما قلنا لانك جبار عنيد لا تراقب الله
--- [ 198 ]
Bogga 197