Napoleon Bonaparte ee Masar

Axmed Xaafid Cawad d. 1369 AH
166

Napoleon Bonaparte ee Masar

نابوليون بونابارت في مصر

Noocyada

9

مات من التشويش ، وهذا الرجل صعب علينا جدا والسلام.»

ولكن على الرغم من هذا الخطاب، وعلى الرغم من الاحتفال الفخيم العظيم الذي أعده الفرنساويون، ونظمه نابوليون على طريقة التهويل والإرهاب، فإن المصريين لم يخف عليهم أن نابوليون وجيشه قد فشلا في الشام وعادا منها بخفي حنين، وهذا الشيخ الجبرتي يقول: «وأقاموا على حصار عكا أربعة وستين يوما حربا مستقيما ليلا ونهارا، وأبلى أحمد باشا الجزار وعسكره بلاء حسنا شهد له الخصم.» وكتب الشعراء في سوريا ومصر قصائد الابتهاج بخلاص عكا وفشل الجند الفرنساوي في تدويخها.

هوامش

الفصل الخامس عشر

العودة لمصر من سورية

في اليوم الثاني من شهر يونيه سنة 1799 وصل الجيش الفرنساوي إلى العريش، واتخذت الاحتياطات الكافية لتحصين تلك البقعة وفي يوم 4 يونيه عسكر الجيش في قطية، وفي يوم 7 وصل الجيش إلى بلدة الصالحية وهي أول حدود مصر من جهة الصحراء الشرقية، وهناك استراح الجيش، وأصدر نابوليون أمره للجنرال كليبر بالسفر مع فرقته إلى دمياط للإقامة بها، وكان غرض نابوليون من ذلك إبعاد كليبر عن القاهرة، ليتيسر له الاستعداد للسفر إلى فرنسا، قبل أن يعلم به كليبر وذلك لأسباب كثيرة سنأتي عليها في مكانها.

قال الجبرتي في حوادث شهر محرم سنة 1214 «وفي يوم الثلاثاء «يوافق 11 يونيه» حضر جماعة من العسكر بأثقالهم وحضرت مكاتبة من كبير الفرنساوية أنه وصل إلى الصالحية وأرسل دوجا الوكيل (Dugua)

ونبه على الناس بالخروج لملاقاته بموجب ورقة حضرت من عنده يأمر بذلك.»

ومن لنا بالوقوف على التعليمات الخاصة التي بعث بها نابوليون إلى الجنرال «درجا» مع أولئك الرسل بقصد الاستعداد العظيم للاحتفال بقدومه احتفال القائد الظافر، ليوهم المصريين أنه قد ملك سورية ودوخ أهلها، وقضى على الجيوش التي أشيع في طول البلاد وعرضها أنها قادمة لخلاص مصر من أيدي الفرنساويين؟؟ ولكن وإن لم نعرف تلك التعليمات فإننا نعرف أن في صبيحة يوم الجمعة 10 محرم «14 يونيه» جمع الفرنساويون في القاهرة أهل المدينة من شيوخ وأعيان وموظفين وعامة وسوقة، وأقيمت الزينات ودقت الطبول وعزفت الجوقات الموسيقية عربية وإفرنكية، وتوشح كل ذي حيثية بالملابس المزخرفة، وتألف من الجنود والأهالي موكب عظيم، خرج من الأزبكية في صباح ذلك اليوم، يستقبل نابوليون بونابرت خارج المدينة، وكان هو قد عسكر بجيشه في المنطقة الواقعة بين سراي القبة والعباسية، وكانت تسمى هذه الجهة بالعادلية واليوم يقال لها الوايلية التي هي في الحقيقة جزء منها، وقد وصف كثيرون من كتاب الفرنساويين، ذلك الموكب المنظم والاحتفال الفخم الذي قوبل به نابوليون بعد عودته من سورية لمصر وبالغوا فيه، وكان هو أول المبالغين في وصفه لحكومة الديركتوار! وليس لدينا في اللغة العربية غير أقوال الشيخ الجبرتي والمعلم نقولا، والأول لا يزيد في الوصف على كلمات موجزة، والثاني لم يذكر شيئا عن الهدايا الفاخرة التي قدمها التجار بالقاهرة وأعيانها وأشرافها لنابوليون وذلك بالطبع، كما نعرف أمور بلادنا، بناء على تحريضات أوامر من الحكام الفرنساويين، وكان أكثر الناس تملقا وتزلفا لنابوليون الشيخ خليل بكري الذي لم يزل نقيب الأشراف، مع حضور السيد عمر مكرم من يافا، فقد قدم الشيخ خليل من أنواع الهدايا جوادا عربيا كريما يقود زمامه «رسم» ذلك المملوك الذي اشتهر في أوروبا وبقي ذكره في التاريخ خالدا بجوار اسم نابوليون؛ لأنه سافر معه إلى فرنسا وبقي معه مرافقا له في غدواته، وروحاته، وغزواته وانتصاراته، حتى كان يلقب «مملوك الإمبراطور»، وكانت له في قصر النوباري مكانة معروفة، ولم يكن رسم هذا هو ذلك المملوك الذي كان له مع الشيخ البكري حكايات مر بها الجبرتي مرور النسيم! بل كان واحدا من مماليك كثيرين للشيخ البكري الذي قدم لنابوليون عدا الجواري والمملوك هدايا كثيرة فاخرة ثمينة، فكان سرج الجواد مطرزا بالذهب واللآلي واليواقيت، وأهداه أيضا عددا من الهجن السريع الخطا، وقدم له أيضا الجواري الحسان، من الجركس والحبشان، والشيلان الكشميرية والأسلحة ذات القبضات المحلاة بالذهب والجواهر الكريمة، إلى غير ذلك من العطر والعود والصندل والأقمشة الحريرية من صنع الهند والصين.

Bog aan la aqoon