[69 ]
وغالبا ما يحب المحدثون هذا العلو ! !، فلو كان فيهم من وثق بسيف لرووا له هذا الاسناد العالي جدا، فإن سيف قيل أنه توفي في عهد الرشيد أي نحو (180 ه) بينما توفي أنس بن مالك بعد (90 ه) فلابد ان يكون قد سمع من انس وعمره نحو عشر سنوات وهذا يعني ان عمر سيف نحو 100 سنة، وقد توفي بعد سيف (نهاية القرن الثاني) كبار المحدثين امثال يحمى القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي فلم يكونوا ليتركوا اسنادا بهذا العلو دون روايتهم له لكنهم فضلوا الاسناد النازل الصحيح على الكذب على أنس بن مالك بعلو ؟ ! ! فهم إما انهم جزمرا باختلاقه هذا الحديث على انس أو انهم يجهلون ان سيفا يروي هذا الاسناد وهذا ابعد الاحتمالات وفي تفصيله طول. ثامنما: مخالفة روايات سيف للروايات الصحيحة فعندما تقرأ التاريخ وتقارن روايات سيف بن عمر مع روايات بقية المؤرخين كابن اسحاق وابن شبة بل والواقدي وأبي مخنف وغيرهم تجد لروايات سيف واديا ولرواياتهم واديا آخر ! ! مع حرصه على ايراد رواياته في السياق نفسه، لكنه كثير التفرد والمخالفة لما هو أصح وليس أدل على ذلك من مخالفته لروايات ثابتة عند المحدثين ومن أمثلة ذلك مخالفته لصحيح مسلم في قصة جلد الوليد بن عقبة عندما شرب الخمر في الكوفة فشربه للخمر وجلده من اجل ذلك ثابت في صحيح مسلم ! ! وشهد عليه جماعة صالحون منهم الصحابي الجليل جندب بن زهير ! ! فلما ثبتت عليه الشهادة جلده علي بن أبي طالب بامر عثمان في [70 ]
Bogga 69