لقبول الخبر أو رده) ! !. وهذه حقيقة لا جدال فيها ولا يشك فيها منصف، لكن المؤرخين الاسلاميين هم أبعد الناس عن هذا المنهج عن التطبيق العملي الواقعي - مع اعترافهم بالمنهج نظريا ! ! - ومؤلفاتهم شاهدة تنضح بما ذكرت من تناقضاتهم، فهم يدعون إلى تطبيق منهج المحدثين، وبدعوتهم هذه يكونون قد جعلوا على مؤلفاتهم صبغة أهل الحديث ظاهريا ! ! بينما الحق والواقع يقرران أن هذه المؤلفات يتمشى الزور في مناكبها والباطل في جوانبها، لا ترفع حجابا من باطل، ولا تملك اقناعا لسائل، وسأكشف لكم الغماء فليس المقام مقام خطابة بل مقام تحقيق وتنقيب، حتى يبين الصبح لذي عينين، وسأضرب مثالا على أقوالي السابقة - حتى لا نتحدث في فراغ - وسأذكر بعض الملاحظات على إثنين من المؤرخين الاسلاميين الذين قد سبق لي أن تحاورت معهما ولهما في قلبي الحب والتقدير الاخوي ولكن هذا لا يمنع من النقد البناء الموثق حتى نصل إلى المستوى المأمول والى المنهج السديد في تنقية وكتابة التاريخ الاسلامي، بلا تحيز ولا دفع بالصدر وسترون - إخواني القراء - مقدار الهوة السحيقة بين النظرية التي ينادون بها ويدعون إليها بالحاح والتطبيق العملي عند كتاباتهم في التاريخ الاسلامي، والمؤرخان اللذان سيكون الحوار معهما هنا هما الدكتور الفاضل / عبد الحليم عويس والاستاذ المؤرخ محمود شاكر وكلاهما أشهر من نار على علم. وسأبدأ بالحوار مع الدكتور عبد الحليم عويس وننظر جميعا مدى الاتفاق والاختلاف بين نظريته وتطبيقه.
Bogga 19