244

============================================================

وسبب ذلك أنه كان قد تسلط على (166) الأمير بدر الدين الخزندار، وعلى الصاحب بهاء الدين [ابن حنا] (1) تسلط(2) عظيما، حتى لا عادت لهم معه يد تبسط، وكان السلطان قد أطلق له شيئا، فتوقف فيه الخزندار، فقال له قدام السلطان: كأنك تشفق على السلطان وعلى أولاده مثلما فعل قطر بأولاد أستاذه المعز. فخافه الخزندار، فاتفق الخزندار والصاحب على العمل عليه باتفاق عز الدين نائب الشام، ثم إن نائب الشام طلب نواب الشيخ خضر الذين بالشام، وهم: الشيخ إسماعيل، والشيخ مظفر، وآخر من أتباعه اسمه محمد ابن بطيخ، ثم قال لهم: اعترفوا على الشيخ بما يصنع، وأنا أصطنعكم وأجعل لكم راتبا، وتكونوا أنتم أصحاب هذه الزوايا، لا يغير عليكم فيها مغير. فذكروا عنه أشياء كثيرة، وأشهدوا عليهم وكاتب النائب بالشام بذلك السلطان، فسير طلب هؤلاء المذكورين على البريد، فحضروا بين يدى السلطان وأحضر الشيخ خضر، وقالوا: هؤلاء نوابك بالشام، آيش تقول فيهم؟ فقال: مهما قالوه عنى صحيح. فقابلوه على آشياء كثيرة قبيحة، مثل اللواط والزنا. ومن جملة ذلك : كان قد نفذ صاحب اليمن إلى السلطان هدية، فى جملتها كر يمني ما رأى مثله، فأخذه الشيخ من السلطان، ثم إنه دفعه لبعض ملاح القاهرة، فقابلوه أيضا على ذلك، وربما أحضروا المليحة والكر. فلتما تحقق السلطان ذلك أمر بالحوطة (66ب] عليه، ثم أطلقوا أصحابه، وعادوا إلى دمشق، واجتمع عند السلطان جماعة من الأمراء، منهم الأمير فارس الدين أتابك، والأمير سيف الدين قلاوون، وبدر الدين بيسري، وسيف الدين قشتمر العجمي، وبدر الدين الخزندار، فشاورهم السلطان فى أمره فقال الأتابك: هذا مطلع على أسرار الدولة وبواطن أحوالها، ولا يجب إبقاؤه(2) فى الوجود، ووافقه الحاضرون(4) على ذلك، فقال (1) مزيد للايضاح.

(2) فى الأصل: "تسليطا".

(3) فى الأصل: "إبقاه".

(4)فى الأصل: "ووافقوه الحاضرين".

244

Bogga 244