243

============================================================

وكان يخبره بسائر أحواله قبل وقوعها، فلم يخرم شيئا، وكذلك فى سائر القلاع فى أي وقت يكون فتحها فلا يتعذي ذلك، فحير عقل الظاهر، وعاد الغالب على آمره فى جميع أحواله، ومن جملة ذلك: لما عاد السلطان من دمشق استشاره فى توجهه إلى 151ب] الكرك فلم يشر عليه بذلك، وقال: ليس لك فى ذلك خيرة، بل اقصد مصر، فخالفه وتوجه إلى الكرك فتقنطر وانكسر فخذه، ووقعت له معه آشياء إما عن اطلاع وإما صدفيات، والله أعلم بحاله، حتى إن السلطان بنى له زاوية بظاهر القاهرة على الخليج، وأوقف عليها أحكارا(1) عظيمة يجبى منها فى كل سنة فوق العشرين ألف درهم، وبالقدس زاوية، وبدمشق زاويق وببعلبك زاوية ، وبحماه زاوية، وبحمص زاوية، وفى جميع هذه(2) الزوايا الفقراء، وعليهم الأوقاف، وله بها(3) نواب. وكان يتصرف فى جميع مملكة الظاهر بما يختار ويريد، بحيث إنه كان يحكم ولا يحكم عليه.

ثم إنه هدم بدمشق كنيسة اليهود4)، وبنى بها المحاريب، وهدم بالقدس كنيسة تعرف بالمصلبة، وكانت عظيمة عند النصارى، وقتل قسيسها بيده، وعملها زاوية له، وهدم بالإسكندرية كنيسة للروم، كانت كرسيأ من كراسيهم، يعقدون فيها البطركية(5)، ويزعمون آن رأس يحيي بن زكريا عليه السلام - فيها، فصيرها مسجدا، وسماها المدرسة الخضراء: وكان له فى كل مدينة زاوية، وله بها نائب(2)، وهم جميعهم على غير الطريق الحميدة يقطعون الطرقات، ويحمون المفسدين، ويقطعون مصانعات الناس، ويرتكبون الفواحش، ويفسدون فى نساء الناس وأولادهم، لهم وللشيخ خضر حتى مسك.

(1) في الأصل: "أحكار".

(2) فى الأصل: " هؤلاء".

(3) فى الأصل: "بهم".

(4)فى الأصل: "الفهود"، والمثبت من: النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص 378، الدواداري: كنز الدررج8 ص 222.

(5) فى ذيل مرآة الزمان لليونينى ج3 ص 268: "يعتقدون فيها البركة" .

(6)فى الأصل: "نائبا".

243

Bogga 243