140

============================================================

وكان يدخل الحبوس، ويطلق منها من كان عليه دين وهو عاجز [1ب اعن وفائه - ثقيلا كان أو خفيفا (1) - وكذلك لما طلب من أهل الصعيد المقرر من أهل الذمة سافر إليهم وأدى عنهم ما طلب منهم، وكذلك سافر إلى الإسكندرية فرأى أهلها منه ما هالهم، فوصلت فتاوى الفقهاء من أهلها بقتله (2)، فطلبه السلطان إليه(2) وطلب منه المال، وأن يعرفه من أي الجهات حصل له، فلم يعرفه وجعل يماطله ويدفع به وهو عنده في داخل الدور إلى أن يتس منه، فعذبه بأنواع العذاب حتى مات، وأخرج من القلعة، ورموه بظاهرها على باب القرافة.

وقيل: أحصى ما وصل إلى بيت المال من جهته على تلك الوجوه - المقدم ذكرها فى مدة سنتين، فكان ستمائة ألف دينار مصرية، خارجا عما كان يعطيه من يده سرا للناس، وما خلص به من الحبوس(4)، وكان لا يأكل من المال شيئا، ولا يلبس منه، وكان أمره خارقا، والله أعلم(5).

ومما ذكر محيي الدين ابن عبد الظاهر، قال: لما فتح الله تعالي - على السلطان الملك الظاهر بفتح قيسارية الشام وبلادها، وتحقق المزدرع من ضياعها وقراها عمل بذلك أوراقا، وأقامت عند الأمير سيف الدين بلبان الرومي الدوادار رحمه الله تعالى حتى فتح الله تعالى أرسوف، فسير طلب قاضي دمشق، وهو القاضي شمس (1) فى الأصل: "ثقيل كان أو خفيف".

(2) وعلتهم فى ذلك: لاخوف الفتنة من ضعفاء النفوس من المصريين"، أو لاضعفاء الايمان من المسلمين".

اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج2 ص389، النويرى. نهاية الأرب ج30 ص 151، الذهبى. تاريخ الإسلام ج 15 ص13.

(3) كان ذلك سنة 166 ه.

(4) ترجمه اليونينى فى ذيل مرآة الزمان ج2 ص389 - 390، الذهبى. تاريخ الإسلام ج 15 ص 131تر202، العبرج5 ص284 - 285 باسم "بولص آو ميخائيل".

(5) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج2 ص 320 - 322، النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص 151 -152، الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص13.

140

Bogga 140