وروى مسلم في صحيحه بإسناده إلى أبي موسى الأشعري قال دخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال حين رأى أسماء من هذه قالت أسماء بنت عميس قال عمر الحبشية هذه البحرية هذه فقالت أسماء نعم فقال عمر سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله ص منكم فغضبت وقالت كذبت يا عمر كلا والله كنتم مع رسول الله ص يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله ورسوله وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ص ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله ص وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك قال فلما جاء النبي ص قالت يا نبي الله ص إن عمر قال كذا وكذا فقال رسول الله ص ليس بأحق بي منكم فله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان نهج الحق ص : 348و هذا نص من النبي ص في تخطئته وتفضيل هجرة المرأة على هجرته وأنها أحق برسول الله ص منه ليس لهذه المرأة الخلافة فلا تكون له. وروى ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد في حديث استعمال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص في بعض ولايته فقال عمرو بن الاص قبح الله زمانا عمل فيه عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب والله إني لأعرف الخطاب يحمل على رأسه حزمة من حطب وعلى رأس ابنه مثلها وما ثمنها إلا تمرة لا تبلغ مضغة. وهذا يدل على انحطاط مرتبته ومنزلة أبيه عند عمرو بن العاص فكيف استجازوا ترك بني هاشم وهم ملوك الجاهلية والإسلام. وفيه قال خرج عمر بن الخطاب ويده على المعلى بن الجارود فلقيته امرأة من قريش فقالت له يا عمر فوقف لها فقالت له كنا نعرفك مرة عميرا ثم صرت من بعد عمير عمر ثم صرت من بعد عمر أمير المؤمنين فاتق الله يا ابن الخطاب وانظر في أمور الناس المسلمين فإنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت وقد روى أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي وهو من رجال السنة في كتاب المثالب قال كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل. نهج الحق ص : 349مثل هذا القول ولا تعرضوا له وعلماؤهم يروونه وهذا من جملة قلة الإنصاف فإن الشيعة أقصى ما يقولون إنه أخذ الإمامة وهي حق لأمير المؤمنين ع وغصبه ذلك وهذا عالمهم قد نقل عنه ما ترى فأهملوا واشتغلوا بذم الشيعة. وروى الحميدي في الجمع بي الصحيحين قال إن عمر أمر في المنبر أن لا يزاد في مهور النساء على عدد ذكره فذكرته امرأة من جانب المسجد بقول الله تعالى وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا فقال كل أحد أعلم من عمر حتى النساء. فلينظر العاقل المنصف هل يجوز لمن وصف نفسه بغاية الجهل وقلة المعرفة أن يجعل رئيسا على الجميع وكلهم أفضل منه على ما شهد به على نفسه.
Bogga 198