150

Wadada Xaqa

نهج الحق و كشف الصدق

وروى أحمد بن حنبل في مسنده من عدة طرق أن رسول الله ص بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة دعا عليا ع فقال أدرك أبا بكر فحيث لحقته فخذ الكتاب منه واذهب به إلى أهل مكة واقرأ عليهم قال فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه نهج الحق ص : 324فرجعأبو بكر إلى النبي ص فقال يا رسول الله نزل في شي ء قال لا ولكن جبرئيل جاءني فقال لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ونحوه روى البخاري في صحيحه وفي الجمع بين الصحاح الستة عن أبي داود والترمذي عن عبد الله بن عباس أن النبي ص دعا أبا بكر وأمره أن ينادي في الموسم ببراءة ثم أردفه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله ص العضباء فقام أبو بكر فزعا وظن أنه حدث أمر فدفع إليه علي كتاب رسول الله ص فيه أن عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنه لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي ذمة الله ورسوله برية من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت بعد اليوم عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ورواه الثعلبي في تفسير براءة وروى أن أبا بكر رجع إلى رسول الله ص فقال نزل في شي ء قال لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني فمن لا يصلح لأداء آيات يسيرة يبلغها كيف يستحق التعظيم المفرط في الغاية وتقديمه على من عزله وكان هو المؤدي ولكن صدق الله العظيم فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فلينظر العاقل في هذه القصة ويعلم أن الله تعالى لو لم يرد إظهار فضيلة نهج الحق ص : 325مولانا أمير المؤمنين ع وأن أبا بكر ينبغي أن يتابعه لما رده عن طريقه بعد خروجه من المدينة على أعين الخلائق وكان يمنعه من الخروج في أول الحال بحيث لا يعلم أحد انحطاط مرتبته لكن لم يأمره بالرد إلا بعد تورطه في امسير أياما لأنه سبق في علمه تعالى تقصير أكثر الأمة بعد النبي ص ففعل في هذه القضية ما فعل ليكون حجة له تعالى عليهم يوم العرض بين يديه. وكذلك في قصة خيبر

فإنهم رووا في صحيح أخبارهم أن النبي ص أعطى أبا بكر الراية فرجع منهزما ثم أعطاها لعمر فرجع منهزما فقال ص لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار ثم أعطاها لعلي ع

وقصد بذلك إظهار فضله وحط منزلة الآخرين لأنه قد ثبت بنص القرآن العظيم أنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فوجب أن يكون دفع الراية إليهما بقول الله تعالى ولا شك في أنه تعالى عالم بالأشياء في الأزل فيكون عالما بهرب هذين فلو لا إرادة إظهار فضل علي ع لكان في ابتداء الأمر أوحى بتسليم الراية إليه. ثم إن النبي ص وصفه بما وصفه وهو يشعر باختصاصه بتلك الأوصاف وكيف لا يكون ومحبة الله تعالى تدل على إرادة لقائه وأمير المؤمنين ع لم يفر قاصدا بذلك لقاء ربه تعالى فيكون محبا له تعالى.

Bogga 179