وأتوكل على الله توكل الإنابة إليه ، وأسترشده السبيل المودية إلى جنته ، القاصدة إلى محل رغبته (1). أوصيكم عباد الله بتقوى الله وطاعته ، فإنها النجاة غدا ، والمنجاة أبدا ، رهب فأبلغ ، ورغب فأسبغ (2) ووصف لكم الدنيا وانقطاعها وزوالها وانتقالها ، فأعرضوا عما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها.
أقرب دار من سخط الله ، وأبعدها من رضوان الله! فغضوا عنكم عباد الله غمومها وأشغالها لما أيقنتم به من فراقها وتصرف حالها ، فاحذروها حذر الشفيق الناصح (3) والمجد الكادح ، واعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم : قد تزايلت أوصالهم (4) وزالت أبصارهم وأسماعهم ، وذهب شرفهم وعزهم ، وانقطع سرورهم ونعيمهم ، فبدلوا بقرب الأولاد فقدها ، وبصحبة الأزواج مفارقتها ، لا يتفاخرون ، ولا يتناسلون ، ولا يتزاورون ، ولا
Bogga 78