252

Miisaanka u dhexeeya Gabayada Abu Tammam iyo Al-Buhturi

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

Daabacaha

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

Goobta Daabacaadda

١٩٩٤ م

أراد أنها قوت أصل ماله الذي عليه يعول، وزادت فيه، وإذا قوت أصل المال القديم فهي للطريف أيضًا مقوية، ثم قال: وليست ديات من دماء هرقتها ... حرامًا ولكن من دماء القصائد فأتى في هذا بأقبح ما يكون من الخطأ وأشنعه، وهجا ممدوحه، وهذا أبو الحسن بن الهيثم بن شبابة ظن أنه مادحه، فكيف يكون الممدوح قاتلًا لمدائحه التي فيها وصف مفاخره ومناقبه، وهي مشيدة بذكر معاليه وشرف آبائه وفيها إحياء ذكرهم؟ فإذا سفك دماءها فقد محا ذلك كله وهدمه وأبطله وأماته، وجازى القصائد بضد ما تستحقه من تدوينها وروايتها وحفظها وإدامة إنشادها، ثم لم يقنع حتى جعل سفك دمائها حلالًا بقوله: وليست ديات من دماء هرقتها ... حرامًا ولكن من دماء القصائد وحسبه بهذا خطأ وجهلًا وتخليطًا، وخروجًا عن العادات في المجازات والاستعارات. وقال في آخر هذه القصيدة: بسباحة تنساق من غير سائق ... وتنقاد في الآفاق من غير قائد جلامد تخطوها الليالي وإن سرت ... لها موضحات في رؤوس الجلامد فكيف تكون مقتولة مسفوكة الدم، وهي تنساق من غير سائق وتنقاد في الآفاق من غير قائد؟ وكيف تكون كالجلامد تخطوها الليالي ولا تؤثر فيها، وهي أميتت وأبطلت؟

1 / 254