عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ [﵂] وَهِيَ صَائِمَةٌ وَالْمَاءُ يُرَشُّ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: أَفْطِرِي. فَقَالَتْ: أُفْطِرُ! وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
«إِنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ العام الذي قبله»؟
فصل
واعلم أن صوم يوم عَرَفَةَ يُكْرَهُ لِلحَاجِّ، لِمَعْنَيَيْنِ:
أَحَدِهِمَا: أَنَّهُ ضَيْفُ اللَّهِ ﷿ وَلا يَحْسُنُ صَوْمُ الضَّيْفُ عند المضيف.
والثاني: يتقوى عَلَى الدُّعَاءِ.
١٣٣- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ، قال: أخبرنا جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، قالا: أخبرنا المخلص، قال: ثنا ابن صاعد، قال: ثنا ابن بهلول، قال: ثنا إسحاق الأزرق، قال: ثنا سفيان بن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَهِ ﷺ فَلَمْ يَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ.
١٣٤- وَفِي «الصَّحِيحَيْنِ» مِنْ حَدِيثِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ رسول الله ﷺ، إن الناس شكوا في صيام رسول الله يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِحِلابٍ وَهُوَ وَاقِفٌ في