ألفيته كالجد ... ... ... المعطل المضطرب قوله كريم : فيه معنيان ، أحدهما : ذو الطرفين المحمودين من بني آدم ومن الخيل والإبل ، والثاني : المعلم بسمة يعرف بها كالكتاب ، يقال : أكرمت الكتابإذا ختمته ، والكتاب الكريم : المختوم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كرم الكتاب ختمه ) (¬1) ، والكريم أيضا : العظيم الجليل العالي المرتفع القدر ، لقوله تعالى : [ إنه لقرآن كريم ] (¬2) أي عظيم القدر ، عديم المثل ، والكريم مشتق من الكرامة والتفضيل ، لقوله نعالى /:[ ولقد كرمنا بني آدم ] (¬3) أي فضلناهم 11أ
على من سواهم من المخلوقات ، قال الشاعر :
كريم له في آل خندف سورة ... تطأطأ عنهم كل نجم وكوكب
قوله السورة : المنزلة، ومنها قيل للسورة من القرآن سورة ؛ لأن القرآن ينتقل في قراءته من منزلة إلى منزلة أخرى، قال النابغة الذبياني يمدح النعمان : ...
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
قوله يتذبذب : أي يتحير ويتردد دون إدراكها ، قال الله تعالى : [ مذبذبين بين ذلك ] (¬4) أي مترددين .
فالجد بالفتح : له ثلاثة (¬5) معان ، أحدها : العظمة ، قال تعالى : [ وإنه تعالى جد ربنا ] (¬6) أي عظمة ربنا ، والثاني : الحظ والبخت ، والثالث : أبو (¬7) الأب ، والجمع في الحظ وأبي الأب : جدود ، قال الشاعر في أبي الأب :
أتبغي أن تفاخرنا سفاها ... ... وجدك لم يزل داني الجدود
وقال آخر في الحظ :
ولي من مجد علقمة المرجى ... غداة الفخر جد لا يسامى
والجد بالكسر : ضد الهزل ، قال الشاعر :
إذا انتدبنا إلى حرب فشيمتنا ... ... عند الوقائع جد الجد لا اللعب
قوله ألفيته : أي وجدته ، قال الشاعر
ألم تعلما أني غداة وداعهم ... ... بكيت فما ألفيت ذلك شافيا
والجد بالضم : البئر ، قال الشاعر :
Bogga 29