144

أن يكون (1) المراد بذلك أنه اختارهم فى باب الإرسال ، وذلك فعله تعالى فيهم ، فلا تعلق لهم بالظاهر.

وإن سأل فى ذلك من يقول : إن (2) الأنبياء صلى الله عليهم أفضل من الملائكة عليهم السلام ، فقال : « إنه تعالى بين أنه اصطفى الأنبياء على العالمين ، وقد دخل (3) فى ذلك الملائكة كدخول الناس فيه.

فالجواب عن ذلك : أن العلماء قد اختلفوا فى العالمين ، فبعضهم قال : هم جماعات الناس ، وبعضهم قال بدخول الملائكة فيهم ، فما لم يثبت بالدليل القاطع لا يحكم بتناول الآية [ له ] ؛ لأن الاسم إذا ثبت كونه مفيدا لشيء ولم يقطع فى غيره على أنه المراد ، فالأصل أنه ليس بمراد إلا بدليل (4).

وبعد. فلو ثبت دخول الملائكة عليهم السلام فيه لم يدل ظاهر الكلام على أن الأنبياء عليهم السلام أفضل ؛ لأنه تعالى لا يجب إذا اختار فى الإرسال واحدا على غيره أن يكون أفضل من ذلك الغير. وإنما علمنا أن الرسل أفضل من أممهم (5) للاجماع ، لا لأنهم قد اختيروا فى أداء الرسالة.

وبعد ، فإن الاصطفاء ينبنى على حال متقدمة ، فمن أين أن تلك الحال هى فضل من هذا حاله على غيره؟. وهلا جاز أن يكون مساويا لغيره ، أو غيره أفضل منه!.

** 104 وقوله تعالى من بعد

** :

( م 10 متشابه القرآن )

Bogga 145