117

فلنبدأ بقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان}، لأنها اعظم ما يستدلون به ولنذكر الآية بكاملها، قال الله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا} [المائدة:64]، فصدق الله العظيم إن بعض الآيات تزيد الكافرين طغيانا وكفرا، ومنهم الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون.

فقال المتسمون بأهل السنة: إذا قد قال الله: {بل يداه مبسوطتان}، فأثبت لنفسه يدين.

فنقول: يجب أولا أن ننظر في معنى الآية بأكملها؛ فما معنى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة}؟ هل قصد اليهود أن لله يدا حقيقية مغلولة؟ والغل معناه رفع اليد ووضعها بجنب العنق .

فهل قصد اليهود أن يد الله مرفوعة ومربوطة إلى عنقه؟! تعالى الله عن ذلك، أم قصد اليهود بقولهم: {يد الله مغلولة}، أنه بخيل لا ينفق عليهم ولا يسبل لهم ما يريدون من النعم؟!.

فالمشهور من الكلام العربي والعبارات العربية أنهم يقولون: فلان يده مقبوضة، أو فلان يده مغلولة، وهم يريدون بذلك أنه بخيل، ولا يريدون القبض أو الغل الحسي الحقيقي، ويقولون: فلان يده مبسوطة، ويريدون بذلك أنه كريم، لا البسط الحسي الحقيقي، وهذا معلوم من اللغة وواضح عند من له أدنى معرفة بالكلام العربي.

Bogga 117