Musiqa Al-Lacag
موسيقى العظم
Noocyada
8
أجلستنا على عنقريب عجوز تفوح منه رائحة حبال السعف، تحت الراكوبة، ليس ببعيد عن سانسو الذي كلما خلص تباكو كدوسه عبأه مرة أخرى، قدمت لنا طبقا مملوءا بالسمسم المطبوخ بالسكر، ثم أدارت الأسطوانة في أغنية جالو، اختفت لبعض الوقت ثم عادت تلبس فستانا جميلا قصيرا جدا وحذاء له كعب عال، قبل أن نتمكن من أن نندهش أخذت ترقص بجدية وجمال رهيبين، همس أخي في أذني، خائفا: أرح نمشي البيت.
نهضنا في لحظة واحدة متجهين ناحية الباب، لكنها تقدمت نحونا وهي ترقص وفي فمها ابتسامة كبيرة، تبدو من خلالها أسنانها البيضاء بيضاء، أمسكت كل منا بيد وأخذت تطوعنا على رقص أنغام الجالو، مشجعة إيانا بصوتها القوي، مما زاد مخافات عطا المنان، أخذنا نجاريها في الرقص الذي لم يكن غريبا علينا ؛ حيث إن كل من في قشلاق السجون يجيد رقص الجالو، ولكن تخيفنا مناسبة الرقص الغامضة، إنها لم ترق لأخي كثيرا؛ حيث إنه أخذ يعرق بشدة قبل أن يتمكن من انتزاع يده من بين أصابع باتريشيا الطويلة، ويختفي نهائيا، قالت لي برفق وهي ترقص مقربة وجهها من وجهي، مما جعلني أحس بنفسها دافئا في جبهتي، ورائحة عرقها تملأ أنفي تماما، رائحة غريبة لم أشمم مثلها في حياتي، ربما هي التي تحكمت في ردي: عايزة تمشي أنت برضو؟
قلت وأنا أستنشق الهواء المشحون برائحتها: لأ.
قالت وهي تقترب أكثر من وجهي: حترقصي مع باتريشيا؟
قلت: أيوا.
وأخذنا نرقص الجالو، كانت طويلة جدا، لا أدري كم يرتفع رأسها من سطح البحر.
أنا كنت قصيرا صغيرا، ربما في العاشرة من عمري، وقد لا أكون قد تجاوزت المتر طولا، بالكاد يوازي رأسي وسطها؛ لذا كانت تنحني بين فينة وأخرى مشجعة إياي قائلة: هيا، هبا هبا، سوا سوا.
فيندفع نحوي نفسها دافئا، لذيذا وغريبا.
9
Bog aan la aqoon