============================================================
9 قاهرة الناصر محمد بن قلاوون يقول المقريزى إن العمارة تزايدت في أيام الناصر محمد بن قلاوون بالقاهرة وضواحيها إلى أن كادت تضيق عن أهلها حتى حل بهما وباء سنة تسع وأربعين وسبعمائة المعروف ب والوباء الأسوده و ب ه الفناء الكبيره والذي اجتاح أيضا شعوب حوض البحر المتوسط واستمر لمدة خمس عشر سنة. وقد أدى هذا الوباءالى حدوث انخفاض شديد في عدد سكان مصر، كذلك فقد حدث انخقاض آخر في عدد سكان مصر في أعقاب الوباء الذي صاحب غلاء سنة 776ه/1374م ودام نحو ستتين(1).
وفي النصف الثاني من القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي ظهرت العديد من المشاكل السياسية الجسيمة التي ساعدت على تفاقم الوضع. حقيقة أن وراثة الحكم ظلت لفترة طويلة في أولاد الناصر محمد بن قلاوون حيث تولى منهم اثنا عشر ابنا وحفيذا بين سنتي 741ه/1341م و 784ه/1382م، كان بينهم، وقت توليهم السلطنة، أطفال ومراهقون مما أدى إلى ازدياد تفوذ كبار الأمراء باستثناء الفترة التي حكم فيها الناصر حسن والأشرف شعبان. وفي الوقت نفسه فقد كان هؤلاء الآمراء أمثال: شيخو وصر غتمش وطاز ويلبغا من كبار المشيدين.
ورغم الكوارث التي عبرتها مصر ابتداء من عام 749ه/ 1348م فقد تمكن السلطان الناصر حسن في الفترة التي تولى فيها تحت وصاية كبار الأمراء الذين عزلوه لمدة ثلاث سنوات ثم أعادوه مرة ثانية، من بناء جامعه تحت القلعة بين سنتى 757ه 1356مو 761ه/1360م وهو من أعظم المباني في ديار الإسلام يقول المقريزي: "لايغرف في بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحكى هذا الجامع وأقامت العمارة فيه مدة ثلاث سنين لا تبطل يوما واحذا وأرصد لمصروفها في كل يوم عشرون ألف درهم عنها نحو ألف مثقال ذهباه(1).
(1) المقريزى: الخطط 33901، إغائة الأمة 40 -41، أبو المحاسن: التجوم 66:11 وفيما بلى التص 11 32، 11. (1) المقريزى: الحطط 216:2، السلوك 13:3 .
Bogga 35