249

Murug al-dahab wa-maʿadin al-gawhar

مروج الذهب ومعادن الجوهر

فلما أخبر أفريدون بما ذكرنا أمر بحمل جزء منها إلى خراسان، فاتخذ لها بيتا بطوس واتخذ بيتا آخر بمدينة بخارا يقال له برد سورة وبنى آخر من بيوت النار بسجستان يقال له كراكر كان اتخذه بهمن بن إسفنديار بن يستأسف، وبيت آخر ببلاد الشيزوالران، وكان فيه أصنام فأخرجها أنو شروان، وقيل: إن أنو شروان صادف هذا البيت وفيه نار معظمة فنقلها إلى الموضع المعروف بالبركة، وبيت آخر للنار يقال له كوسجة بناه كيخسر والملك، وقد كان بقومس بيت للنار معظم لا يدرى من بناه يقال له جريش، ويقال: إن الإسكندر لما غلب عليها تركها ولم يطفئها ويقال: إنه كان في ذلك الموضع فيما مضى مدينة عظيمة عجيبة البناء فيها بيت كبير عجيب الهيئة فيه أصنام فأخربت تلك المدينة بما فيها من البيوت، ثم بنى بعد ذلك بيت وجعلت فيه تلك النار، وبيت آخر يسمى كنجده بناه سياوخس بن كاوس الجبار، وذلك في زمان لبثه بمشرق الصين مما يلي البركند، وبيت نار بمدينة أرجان من أرض فارس اتخذ في أيام بهراسف.

زرادشت والبيوت التي اتخذها

وهذه البيوت العشرة كانت قبل ظهور زرادشت بن أسبيمان نبي إلمجوس، ثم اتخذ زرادشت بن أسبيمان بعد ذلك بيوت النيران، وكان مما اتخذ بيت بمدينة نيسابور من بلاد خراسان، وبيت آخر بمدينة نسا والبيضاء من أرض فارس، وقد كان زرادشت أمر يستأسف الملك أن يطلب نارا كان يعظمها جم الملك، فطلبت فوجدت بمدينة خوارزم، فنقلها بعد ذلك يستأسف إلى مدينة دارابجرد من أرض فارس وكورها بهذا البيت، وهذه النار تسمى في وقتنا هذا - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - زرجوى، وتفسير ذلك نار النهر، وذلك أن آزر أحد أسماء النار وجوى أحد أسماء النهر بالفارسية الأولى، والمجوس تعظم هذه النار مالا تعظم غيرها من النيران والبيوت.

وذكرت الفرس أن كيخسرو لما خرج غازيا إلى الترك سار إلى خوارزم، فمر على تلك النار، فلما وجدها عظمها وسجد لها، ويقال: إن أنو شروان هو الذي نقلها إلى الكاريان، فلما ظهر الإسلام تخوفت المجوس أن يطفئها المسلمون فتركوا بعضها بالكاريان، ونقلوا بعضها إلى نسا والبيضاء من كورة فارس؛لتبقى إحداهما إن طفئت الأخرى.

بيت بإصطخر

وللفرس بيت نار بإصطخر فارس تعظمه المجوس، وكان في قديم الزمان فأخرجته حماية بنت بهمن بن إسفنديار وجعلته بيت نار، ثم نقلت عنه النار فتخرب، والناس في وقتنا هذا يذكرون أنه مسجد سليمان بن داود، وبه يعرف وقد دخلته، وهو على نحو فرسخ من مدينة إصطخر، فرأيت بنيانا عجيبا، وهيكلا عظيما، وأساطين صخر عجيبة، على أعلاها صور من الصخر طريفة من الخيل وغيرها من الحيوان عظيمة القدر والأشكال، محيط بذلك حيز عظيم وسور منيع من الحجر، وفيه صور لأشخاص قد تشكلت وأتقنت صورها، يزعم من جاور هذا الموضع أنها صور الأنبياء، وهو في سفح جبل والريح غير خارجة من ذلك الهيكل في ليل ولا نهار، ولها هبوب وعوي، يذكر من هنالك من المسلمين أن سليمان بن داود عليهما السلام حبس الريح في ذلك الموضع، وأنه كان يتغذى ببعلبك من أرض الشام، ويتعشى في هذا المسجد، وينزل بينهما بمدينة تدمر وملعبها المتخذ فيها، ومدينة تدمر في البرية بين العراق ودمشق وحمص من أرض الشام يكون منها إلى الشام نحو خمسة أيام أو ستة، وهي بنيان عجيب من الحجر، وكذلك الملعب الذي فيها، وفيها خلق من الناس من العرب من قحطان.

بيت بسابور وبيت بجور

Bogga 268