191

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Daabacaha

دار إحياء التراث القديم

Lambarka Daabacaadda

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Sanadka Daabacaadda

أغسطس سنة ١٩٥٤م

فدل ذلك على أن أصل "استقام: استقْوَمَ". وقال١ الشاعر: صددتِ فأطولْتِ الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم فقوله: "أطولت" يدل على أن أصل "أخاف: أخْوَفَ"، وقد قالوا: "وأطال"٢. وقالوا: "أحوجت زيدا إلى كذا وكذا، وأغيَلَت المرأة" وغير ذلك. فهذه الأشياء الشاذة إنما خرجت كالتنبيه على أصول٣ ما غُيِّر، وأنه٣ لولا ما لحقه من العلل العارضة، لكان سبيله أن يجيء على غير هذه الهيئة المستعملة. وقوله: وجعلوا سائر المضارع تابعا لـ "يفعِل"، فحذفوه٤ لئلا يختلف المضارع في البناء. حملهم الشيء على حكم نظيره: يقول: حذفوه في قولهم "أَعِد، ونعد، وتعد" وإن لم تكن هناك ياء؛ لأنهم لو قالوا: "أنا أوعد، وهو يعد" لاختلف المضارع، فكان يكون مرة بواو وأخرى بلا واو، فحُمل ما لا علة فيه على ما فيه علة. فهذا٥ مذهب مطرد في كلامهم ولغاتهم، فاشٍ في محاوراتهم ومخاطباتهم أن يحملوا الشيء على حكم نظيره؛ لقرب ما بينهما، وإن لم يكن في أحدهما ما في الآخر مما أوجب له الحكم.

١ ظ، ش: قال. ٢ ص: طال. ٣، ٣ ظ: "ما غيروا أنه". ٤ ظ، ش: فحذفوا. ٥ ظ، ش: وهذا.

1 / 191