وقال آخر: الشعر ثلاثة أصناف؛ فشعر يكتب ويروى، وشعر يسمع ولا يروى وشعر ينبذ ويرمى.
وقال أبو سفيان بن حرب لابن الزبعري: لو أسهبت في شعرك. قال: حسبك من الشعر غرة لائحة، وسبة فاضحة، وأنشدني في نعت الشعر:
الشعراء فاعلمن أربعة ... فشاعر يجرى ولا يجرى معه
وشاعر ينشد وسط المعمعة ... وشاعر لا يرتجى لمنفعه
وشاعر يقال خمر في دعهْ
قال الرشيد: لقد كنت في بلاد الروم في ساعة أزمة وحرب شديدة إذ خطرت ببالي أبيات مالك بن عوف النمري التي يقول فيها:
ومقدم يعي النفوس بضيقه ... قدمته وشهود قومي فاعلم
قدمته ودعوت آخر خاله ... من دون غمرته وغمرته بالدم
فإذا اشتكى مهري إلي حرارة ... عند اختلاف الطعن قلت له اقدم
وإني بنفسي في الحروب لتاجر ... تلك التجارة لا انتقاد الدرهم
فسكنت من جأشي، ثم حملت وحمل المسلمون، فما أتممت إنشادها حتى فتح الله ﷿ علي.
1 / 28