174

Mukhtasar Zad Macad

مختصر زاد المعاد

Daabacaha

دار الريان للتراث

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

، فصلى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وجبريل والملائكة ﵈، فلما فرغ قال: " يا جبريل بم بلغ معاوية هذه المنزلة "؟ قال: بقراءة قل هو الله أحد قائما وقاعدا، وراكبا وماشيا» رواه ابن السني والبيهقي. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ حَبَسَهُمُ العذر» . وَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَافِلًا مِنْ تَبُوكَ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى إذا كان ببعض الطريق مكر به بعض المنافقين، فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق، فلما بلغها أرادوا سلوكها معه، فأخبر خبرهم، فقال للناس: «من شاء أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم»، وأخذ العقبة وأخذ الناس بطن الوادي إلا أولئك النَّفَرُ الَّذِينَ هَمُّوا بِالْمَكْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ اسْتَعَدُّوا وتلثموا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَمَشَيَا مَعَهُ، وَأَمَرَ عمارا أَنْ يَأْخُذَ بِزِمَامِ النَّاقَةِ وأمر حذيفة أن يسوقها، فبينا هم يسوقون إِذْ سَمِعُوا وَكْزَةَ الْقَوْمِ مِنْ وَرَائِهِمْ قَدْ غَشَوْهُ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فأمر حذيفة أن يردهم فأبصر حذيفة غَضَبَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فرجع ومعه محجن، فضرب به وجوه رواحلهم، وأبصرهم متلثمين، ولا يشعر إلا أنه فعل المسافر، فأرعبهم الله حِينَ أَبْصَرُوا حذيفة، وَظَنُّوا أَنَّ مَكْرَهُمْ قَدْ ظهر عليه، فأسرعوا حتى خالطوا النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لحذيفة: «هل عرفت منهم أحدا "؟ قال: عرفت راحلة فلان وفلان، وكانت ظلمة، فقال: " هل علمت شأنهم "؟ قال: لا. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ مَكَرُوا لِيَسِيرُوا مَعِي، حَتَّى إِذَا طلعت في العقبة طرحوني " فقال له حذيفة: ألا تضرب أعناقهم؟ قال: " أكره أن يتحدث الناس إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ وَضَعَ يَدَهُ فِي أَصْحَابِهِ، فسماهم لهما، وقال: اكتماهم» . وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ تَبُوكَ حَتَّى نَزَلَ بِذِي أَوَانَ وَبَيْنَهَا وبين المدينة ساعة، وكان أهل مَسْجِدِ الضِّرَارِ أَتَوْهُ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ، فقالوا: إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والليلة المطيرة، ونحب أن نصلي فيه قال: «إني على جناح سفر، وإذا قدمنا إن شاء الله أتيناكم»، فجاء خَبَرُ الْمَسْجِدِ مِنَ السَّمَاءِ، فَدَعَا مالك

1 / 176