204

Soo gaabinta Buugga Al-Siyaq ee Taariikhda Naysabuur

المختصر من كتاب السياق لتأريخ نيسابور

Noocyada

~~قرأ الأدب والعربية على أبي القاسم الألهاني [ظ] وتعلم العربية.

ثم قدم نيسابور لأمر كان يتعلق به واتفق حضوره مجلس الأستاذ الشهيد أبي

~~علي الحسن بن علي الدقاق، وكان لسان وقته حالا ومقالا فاستحسن كلامه ووقع

~~منه موقع القبول لمعرفته بالعربية. واتفق من سر التقدير أنه عرفه على أمر

~~أراده وأراد الله به غيره فوقع في شبكة الدقاق وسلك طريق الارادة، فقبله

~~الأستاذ وأقبل عليه يجذبه همته، ولم يزل يزقه ويرشده ويهديه، وأشار عليه

~~بتعلم العلم، فقرأ على الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن بكر الطوسي وتفقه

~~عليه، ثم قرأ الأصول على الإمام أبي بكر ابن فورك.

وخرج إلى الحج في رفقة منها الإمام أبو محمد الجويني والشيخ أحمد

~~البيهقي، وسمع معهم الحديث ببغداد والحجاز من مشايخ عصره مثل أبي الحسين

~~ابن بشران وطبقته، وأبي الحسين ابن الفضل، وأبي محمد جناح بن نذير بالكوفة

~~وابن نظيف بمكة. وعاد إلى نيسابور.

وقد سمع قبل خروجه من أبي الحسين الخفاف عن السراج، وسمع مسند أبي عوانة

~~عن أبي نعيم، وسمع مسند أبي داود عن ابن فورك، وسمع من السيد أبي الحسن

~~العلوي ثم عن أصحاب الأصم وطبقتهم.

وكان تعلم شيئا من علم الفروسية. وبالجملة كان عديم النظير في عصره ووقته

~~في الطريقة والحقيقة.

صنف التفسير الكبير المعروف به إلى غير ذلك من الكتب والتصانيف التي سارت

~~شرقا وغربا.

وكان لما ورد بغداد إلى حضرة أمير المؤمنين القائم بأمر الله لقي فيها

~~قبولا وإقبالا، ووجد [58 أ] إكراما وتعظيما وتشريفا وعقد له مجلس وحضره

~~أمير المؤمنين القائم بأمر الله ووقع كلامه منه بموقع، وبرز الأمر بتشريفه

~~وإكرامه فامتثل، ولم يزل معظما مكرما إلى آخر عمره.

وقد زاد الجامع لهذا الكتاب في الحديث فحذف الأكثر منه إذ لم تكن إليه

~~[به] حاجة.

فمما أنشدني من شعره لنفسه:

خليلي كفا عن قيادي إلى الهوى

فما بي عدول عن مراودة العلى

وما نيل مأمول لهمي قبله

وما قصد قلبي صيد شيء من المنى

تحررت عن زف المطالب كلها

وأصبحت أرضى بالذي خالقي قضى

Bogga 230