144

Mukhtasar Basair

مختصر بصائر الدرجات

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1370 AH

Noocyada

قال الرضا " ع " فليس لقولك أراد أن يكون حيا سميعا بصيرا معنى إذا لم يكن ذلك بإرادته قال سليمان بلى قد كان ذلك بإرادته فضحك المأمون ومن حوله وضحك الرضا عليه السلام ثم قال لهم ارفقوا بمتكلم خراسان فقال يا سليمان فقد حال عند كم عن حاله وتغير عنها وهذا مالا يوصف الله عز وجل به فانقطع ثم قال الرضا (ع) يا سليمان أسئلك عن مسألة قال سل جعلت فداك قال أخبرني عنك وعن أصحابك تكلمون الناس بما تفقهون وتعرفون أو بما لا تفقهون ولا تعرفون قال بل بما نفقة ونعلم قال الرضا (ع) فالذي يعلم الناس ان المريد غير الإرادة وان المريد قبل الإرادة وان الفاعل قبل المفعول وهذا يبطل قولكم ان الإرادة والمريد شئ واحد قال جعلت فداك ليس ذاك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون قال " ع " فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة وقلتم ان الإرادة كالسميع والبصير إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل فلم يحر جوابا ثم قال الرضا " ع " يا سليمان هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار قال سليمان نعم قال أفيكون ما علم الله عز وجل أنه يكون من ذلك قال نعم قال فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ الا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم قال سليمان بل يزيدهم قال فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون قال جعلت فداك فالمزيد لا غاية له قال فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم بما يكون فيهما قبل أن يكون تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال سليمان إنما قلت لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا لان الله عز وجل وصفهما بالخلود وكرهنا ان نجعل لهما انقطاعا قال الرضا " ع " ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لأنه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم ولذلك قال عز وجل في كتابه (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) وقال عز وجل لأهل الجنة عطاء غير مجذود وقال عز وجل {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} فهو عز وجل يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة

Bogga 144