الأئمة عن يحيى بن معين، قال: "كتاب موسى بن عقبة، عن الزهري، من أصح هذه الكتب" (١) . وقال الإمام أحمد بن حنبل: "عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة" (٢) . وروى ابن أبي حاتم الرازي، بسنده عن معنى بن عيسى، قال: "كان مالك بن أنس إذا قيل له: مغازي من نكتب؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة" (٣) . وفي رواية أخرى عنه: "فإنه رجل ثقة، طلبها على كبر السن ولم يكثر كما أكثر غيره" (٤) .
ولا تعرف نسخة من كتاب موسى بن عقبة هذا، مع أنه سلم إلى القرن العاشر الهجري، حيث نقل عنه الديار بكري - حسين بن محمد - المتوفى نحو سنة ٩٦٦هـ، في كتابه تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (٥) . وقد نشر المستشرق الألماني سخاو (١٨٤٥ - ١٩٣٠م) قطعة من كتاب موسى بن عقبة، في سنة ١٩٠٤م (٦) .
وأما ما كتبه معمر بن راشد، وأبو معشر المدني، فلم يبق منه شيء، إلا ما تناقله المؤرخون من بعدهما. وسأتيك حديث ابن إسحاق.
ومعلوم أن المقصود بمصطلح "السيرة النبوية" هو ما يتصل بسيدنا المصطفى ﷺ، من حيث الحديث عن نسبه الشرف، ومولده ونشأته، وبعثته، وصفاته، وتصرف أحواله إلى أن لقى ربه راضيًا مرضيًا
_________
(١) تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٦١.
(٢) تذكرة الحفاظ ١/١٤٨.
(٣) الجرح والتعديل - القسم الأول من الجزء الرابع، ص١٥٤.
(٤) الموضع المذكور من تهذيب التهذيب.
(٥) مغازي الواقدي - مقدمة التحقق ص٢٤.
(٦) المرجع نفسه.
1 / 42