Wadahadalada Alfred North Whitehead
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
Noocyada
وسألت مسز هوايتهد: «وهل يتم ذلك في مواعيد منظمة؟» - «كلا، ولكن لمستر كونانت مواعيد منظمة، ويعتقد آل كونانت أن الحفل يكون كبيرا لو حضره ثلاثون من مجموعة يبلغ عددها ستة آلاف.»
فقال هوايتهد: «إن الرئيس لا يتوقع بالطبع أن يقابل الآلاف الستة. إن الشاي الذي يقدم إن هو إلا إشارة، وأذكر لكم أنه إشارة نافعة، ولكنه يجب أن يبقى إشارة فحسب.»
فقالت مسز هوايتهد: «يحسن أن تكون الحفلات في المساء، بعدما ينقضي عمل اليوم.»
فقال نورث: «نسمع في الكليات الأخرى أن الطلبة الذين يصادقون مدرسيهم يوصمون بالشك في أنهم يداهنوهم كي يحصلوا على درجات طيبة؟» - «هذه عقيدة بدائية آخذة في الزوال السريع.»
وسأل نورث دكتور كانون مقاطعا : «هل هناك موت بالسحر؟» وهو يعلم بالتأكيد أن الدكتور لا بد أن يكون قد تعرض لذلك بالبحث.
ثم تلا ذلك جدل علمي عن التجارب الموجهة. وهلا يدس الرجل الذي يدعي الطب السم لفريسته سرا. وذكرت في هذا الصدد أمثلة من أستراليا ومن الآداب القديمة. ثم أثيرت بعد ذلك هذه المشكلة: كيف وصل الأمريكان الأصليون إلى هذه القارة من آسيا؟ هل كان ذلك عبر مضيق بهرنج أو عبر المحيط الهادي من جزيرة إلى جزيرة؟ وروت مسز كانون أنها شاهدت طفلا حديث الولادة في بلاد المغول وعليه العلامات المغولية الزرقاء (التي يتميز بها هذا الجنس) في عجزه، وقالت إن الطفل قد اختير اعتباطا بوساطة ممرضة في بيت من بيوت الأمومة. وأضافت إلى ذلك أن رجلا دنماركيا أنجب طفلا من امرأة من الإسكيمو في جرينلاند ولاحظ الظاهرة عينها في الوليد. إنها سرعان ما تختفي بعد الميلاد.
ولما كان أحد من الحاضرين - فيما يبدو - لم يعرف عن أي طريق جاء الأمريكيون الأوائل، استؤنف الموضوع بعد ذلك بأيام عندما حضر دكتور ألفرد فنسنت كدر الأثري الذي استكشف كهوف السكن في الجنوب الغربي من أمريكا وفي أطلال مايا في غابات جواتيمالا.
وقال: «لا جدال في أنهم أتوا عبر مضيق بهرنج منذ نحو خمسة وعشرين ألف عام، إما على الأرض التي جفت في نهاية العصر الجليدي، أو فوق الجليد، أو في الزوارق. أما الحيوانات فقد دخلت جميعها على الأقدام. وتسألون عن العلامة المغولية.» وتناول الموضوع باهتمام قائلا: «كنت في حفل عشاء في جواتيمالا، وسألني أحدهم عنها. وقالت مضيفتنا: إن طاهيتي قد أنجبت طفلا منذ وقت قريب. وصفقت بيديها (وهي الطريقة التي ينادون بها الخدم هناك)، وقالت: اطلبوا إلى ماريا أن تأتي بطفلها، وجيء بالطفل، وقلبته المضيفة ظهرا عن بطن وأطلعتنا على عجزه الصغير، وتأكدنا جميعا من وجود [العلامة]!» •••
وأسدلت ستائر النوافذ بإحكام في المكتبة وأوقدت الشموع، واكتسب المكان بهجة من أواني الزهر التي ملئت بأعواد التفاح ذات الزهر القرنفلي والأبيض، وسرني أن أشاهد وجه هوايتهد الرصين الوضاء ، في هذه المكتبة البسيطة الجميلة، مكتبة الرجل الباحث، وبدا عليه قليل من الإجهاد.
وبينما كنا نتناول القهوة تحدث دكتور كانون عن رحلته في الصين، وكان أحد تلاميذه السابقين وزيرا للصحة العمومية في حكومة نانكنج، وقد شجعه على التحدث إلى مائتي طالب يعرفون الإنجليزية. - «وعند رؤية تماثيل بوذا البرونزية التي تخلو من التعبير ثبطت همتي، ولكني رويت قصة فكاهية، فضحكوا جميعا، وجرى ريقي طبيعيا مرة أخرى، وشعرت بالاطمئنان. إن الصينيين يضحكون من نفس النكات التي نضحك منها، أما ما يضحك اليابانيين فلا يعرفه غير اليابانيين.»
Bog aan la aqoon