369

Mufradaatul Qur'aan

مفردات القرآن للفراهي

Tifaftire

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

Daabacaha

دار الغرب الإسلامي

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢ م

Noocyada

الريب فقد كثر في القرآن أن اليقين شفاء، فجعل الشك مرضًا. وهذا من أحسن التعبيرات. ومنه قوله تعالى:
﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾ (١).
وأما تسمية الضغن مرضًا فمما كثر في كلامهم، وقد جاء في القرآن، وفسّره حيث قال تعالى:
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (٢٩) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (٢).
(١١٤) المسد (٣)
اللفظ معلوم مستعمل في كلام العرب اسمًا وفعلًا. فالمسَد في اللغة: لِيف أو خُوص أو لِحاء يُفتل منه الحبالُ الخشنةُ. ولذلك يُستعمل لكل حبل خشن سواء كان من ليف أو مثله أو جلد. وكثرة استعمال المسد لحبل البَكرة تدل على أن المسد هو الحبل الغليظ (٤). يقال: مَسَدَ الحبلَ: أي فتله محكمًا غليظًا.

(١) سورة المدثر، الآية: ٣١.
(٢) سورة محمد، الآيتان: ٢٩ - ٣٠.
(٣) تفسير سورة اللهب: ٢٢، الآية ٥ ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾.
(٤) من شواهد المسد قول النابغة من قصيدة في ديوانه: ١٦، يصف ناقة:
مقذوفةٍ بدَخِيسِ النَّحضِ بَاذِلُها ... له صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعوِ بالمسَدِ
علق الفراهي في حاشية النصرانية (٦٥٩): "منصوب على الحذف والتأويل. أي يصرف صريفَ القعو بالمسد". مقذوفة: قال الأعلم: أي لعظم خلقها وتراكبُ لِحمها كأنها قد رميت باللحم رَميًا. الدخيس: الكثير المتداخل. النحض: اللحم. القعو: الذي فيه البكرة إذا كان من خشب وقيل: البكرة بعينها. بازلها: نابها. =

1 / 378