171

Mufradaatul Qur'aan

مفردات القرآن للفراهي

Baare

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

Daabacaha

دار الغرب الإسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢ م

Noocyada

وجاء أوضح من ذلك حيث قال تعالى بعد ذكر ما قضى من أصول الدين: ﴿ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ﴾ (١). وقال تعالى في صفة عيسى ﵇: ﴿وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ (٢). فسمى التوراة "كتابًا"، لأن معظمها الأحكام، والإنجيلَ "حكمة" لما كثر فيه الدلائل والمواعظ، كما قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٣). فكان الإنجيل مشتملًا على هدى ونور، وهدى وموعظة، وعلى قليل من الأحكام وتصديق التوراة. ولغلبة الأمر الأول سمي "حكمة". ويؤيد هذا التأويل قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ (٤). فاتضح أن تأويل "الحكمة" إلى الأَحاديث غير صحيح، وأن اسمَ "الكتاب" إذا يُتبَع بالحكمةِ (٥) فالمراد منه الأحكام. فلا تنسَ هذا الفرق. رجعنا إلى بيان معنى "الحكم"، فاعلم أنه أيضًا مثل "الحكمة" يُطلق على القولِ المشتملِ على القضاء الحقِ الواضحِ الذىِ قُضي بالعلم. وهذا من

(١) سورة الإسراء، الآية: ٣٩. (٢) سورة المائدة، الآية: ١١٥. وكتب المؤلف رقم ١ تحت الكتاب والتوراة ورقم ٢ تحت الحكمة والإنجيل. (٣) سورة المائدة، الآية: ٤٦. (٤) سورة الزخرف، الآية: ٦٣. (٥) في المطبوعة: "قُرِنَ بالحكمة".

1 / 178