141

Mufradaatul Qur'aan

مفردات القرآن للفراهي

Baare

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

Daabacaha

دار الغرب الإسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢ م

Noocyada

(١) الإسلام هو العبودية، وهو تسليم النفس لرضى الله تعالى بالكلية، وبه يتقرَّبُ العبدُ إلى مولاه، ويَرْفَعُ منزلتَه حسبَ كمالِه في الإسلام. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٣٠) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٣١) ووصَّى بها﴾ أي بملة الإسلام ﴿إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ﴾ أي وصى بها يعقوب بنيه قائلين لأبنائهما ﴿يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ﴾ أي القيام بالدين وخدمته وتعليمه للناس ﴿فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (١). (٢) فذكر هاهنا طرفًا من تاريخ الإسلام، وهو عهده بالله على القيام به ووصيَّته لذريته، أي جعلهم الله أمة مخصوصة لخدمة الدين. وهذا هو معنى الإسلام لله. (٣) ويقرب منه معنى "القربان" و"النذر" كما يتبين لك من القرآن حيث ذكر طرفا آخر من تاريخ إسلام إبراهيم ﵇، ودَلَّ على كمال معنى الإسلام وسماه "إحسانًا"، فقال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (٢). فهذا هو كمال الإسلام المسمى بالإحسان. (٤) ثم ذكر طرفًا آخر من إسلام إبراهيم ﵇ حين دعا لأمة مسلمة وارثة لملّته، ولأن يبعث فيهم نبيًّا منهم كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ قائلين ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ هاهنا "علينا" من جانب تلك الأمة، وكذلك قوله

(١) سورة البقرة، الآيات: ١٣٠ - ١٣٢. (٢) سورة الصافات، الآيات: ١٠٣ - ١٠٥.

1 / 148