دزدارا فيها، فلم يزل متوليها إلى أن قتل عماد الدين زنكى على قلعة جعبر سنة إحدى (١) وأربعين وخمسمائة - على ما سنذكره.
وكان صاحب دمشق إذ ذاك مجير الدين أبق (٢)، بن جمال الدين محمد، ابن تاج الملوك بورى (٣)، بن ظهير الدين طغتكين؛ وكان طغتكين هذا أتابك الملك شمس الملوك دقاق، بن تاج الدولة تتش، بن السلطان ألب أرسلان السلجوقى؛ فلما مات دقاق استقل طغتكين بملك دمشق، وملك بعده ابنه تاج الملوك بورى، ثم ملك بعد تاج الملوك ابنه شمس الملوك إسماعيل، فقتلته والدته، وملّكت أخاه شهاب الدين محمود، بن بورى (٣)؛ ثم قتل شهاب الدين، وولى أخوه جمال الدين محمد؛ ثم توفى جمال الدين، وملك بعده ولده مجير الدين أبق (٢)، وكان أتابكه والقيّم بأمره معين الدين أنر (٤) - مملوك جده طغتكين -.
فلما قتل عماد الدين زنكى على قلعة جعبر، راسل مجير الدين وأتابكه معين الدين نجم الدين أيوب ليسلم إليهما بعلبك، على أن يعطوه إقطاعا جليلا بدمشق، فأجابهما إلى ذلك، وسلّم إليهما بعلبك، ونزل نجم الدين أيوب بدمشق، وتسلم الإقطاع الذى عيّن له؛ وقد ذكر أن تسليم نجم الدين أيوب بعلبك
_________
(١) في الاصل: «أحد».
(٢) في الاصل: «أتق»، وقد صحح الاسم بعد مراجعة:
(Zambaur،Op .CiT .P،٢٢٥) ومجير الدين أبق هو سادس وآخر من حكم دمشق من بنى بورى، حكمها في سنة ٥٣٤، وظل يحكمها إلى أن عزله عنها نور الدين محمود بن زنكى في سنة ٥٤٩.
(٣) في الاصل «نورى».
(٤) تكاد تجمع المراجع على ضبط هذا الاسم هكذا «أنر» ولكن الذهبى انفرد بضبطه كما في المتن ونص عليه «على الالف ضمة وفتح النون» وقد توفى معين الدين أنر في سنة ٥٤٤، ودفن بدمشق بقبته بين دار البطيخ والشامية، وبنى في دمشق مدرسته المعينية لتدريس المذهب الحنفى. انظر: (النعيمى: الدارس في المدارس، ج ١، ص ٥٨٨؛ Zambaur: Op Cit .P . ٣٠،٢٢٥).
1 / 9