وفى هذا الجزء نصوص تساعد الباحث على تحديد تاريخ تأليف الكتاب، أو على الأقل تحديد التاريخ الذى بدأ فيه المؤلف تأليف كتابه:
- فهو يقول مثلا عند حديثه عن مقتل عماد الدين زنكى: «فحكى ابن الأثير ﵀. . الخ» ولهذا الدعاء أهمية خاصة فهو يدل على أن المؤلف كان يكتب هذا الجزء من كتابه بعد سنة ٦٣٠ هـ وهى السنة التي توفى فيها ابن الأثير (١).
- وفى ص ١١٣ يشير إلى وفاة شاهنشاه بن أيوب، ثم يعرّف به بقوله: «وهو جد مولانا السلطان الملك المنصور - صاحب حماة - خلّد الله سلطانه» وهذا الدعاء يدل على أنه كان يكتب هذا الفصل من كتابه بعد سنة ٦٤٢ هـ وهى السنة التي ولى فيها المنصور الثانى حكم حماة (٢).
- وفى ص ١٥٤ عند حديثه عن إربل يقول: «وملكها المستعصم بالله إلى أن ملكها التتر الملاعين حين ملكوا البلاد». وهذا النص يدل على أنه كان يكتب هذا الفصل بعد سنة ٦٥٦ هـ وهى السنة التي استولى فيها هولاكو على بغداد وقتل المستعصم وأرسل قائدا من قواده للاستيلاء على إربل. وهكذا.
وهذا الجزء أخيرا يعتبر مرجعا هاما لدراسة سيرة المؤلف نفسه فهو يشير في أكثر من موضع إلى بعض حوادث هذه السيرة:
- فهو يشير مثلا في ص ٧٤ إلى أنه كان بالقدس في سنة ٦٢٣ هـ.
- ويشير في ص ٢٠٤، ٢٣٦ إلى كتاب له آخر في التاريخ اسمه التاريخ الكبير.
- وفى ص ٢١٠ يشير إلى أنه سافر إلى مصر سنة ٦٤١ هـ.
- وفى ص ٢٣١ يشير إلى أنه حج إلى مكة وزار المدينة سنة ٦٤٩ هـ إلخ.
ولا يفوتنى أن أشير إلى أننى بذلت غاية جهدى لضبط النص وتقويمه فضبطت الآيات القرآنية بالشكل وحدّدت أرقامها وسورها في الهوامش وكذلك فعلت بالشعر فضبطه بالشكل وقارنته بأصوله في الدواوين إن وجدت وبالمراجع الأخرى إن ذكرته (٣).
_________
(١) انظر ص ٩٩، هامش ٤ ا.
(٢) ص ١١٣ هامش ٣
(٣) لم أقنع بهذه المقارنات، وإنما عرضت الشعر الوارد في هذا الجزء عند طبعه على صديقى الأستاذ الدكتور طه الحاجرى فتفضل بتقويم المعوج منه فلحضرته منى أجزل الشكر.
م 1 / 19