فالربع الأول من النهار والليل وهو ثلاث ساعات موافق لطبيعة الهواء والربيع وهو حار رطب والربع الثاني من النهار والليل موافق لطبيعة النار والصيف وهو حار يابس والربع الثالث من النهار والليل موافق لطبيعة الأرض والخريف وهو بارد يابس والربع الرابع من النهار والليل موافق لطبيعة الماء والشتاء وهو بارد رطب الفصل الثالث والثلاثون في أرباب الأيام والساعات
قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا فصول اليوم الواحد والليلة الواحدة ولأية علة جعلوا اليوم والليلة أربعا وعشرين ساعة ونحن نذكر الآن أرباب الأيام والساعات
أما أرباب الأيام والساعات فإنه بدئ بها من يوم الأحد فجعلوه للكوكب النهاري الذي هو الشمس وذلك لأن الشمس هي الكوكب الذي بطلوعه يكون النهار وبغيبته يكون الليل فبدؤوا به فجعلوه رب اليوم الذي يسمى باسم الواحد وهو الأحد وجعلوه رب الساعة الأولى منه ثم جعلوا الساعة الثانية منه للزهرة لأن فلكها يتلو فلك الشمس وكذلك جعلوا أرباب الساعات على هذا النحو من توالي الكواكب في أفلاكها حتى عادوا إلى الشمس فكلما انتهى العدد إليها ابتدؤوا منها وفعلوا به مثل المرة الأولى حتى تم أرباب أربع وعشرين ساعة مقدار اليوم الواحد والليلة الواحدة ثم نظروا إلى الكوكب الذي انتهى إليه العدد عند المرة الخامسة والعشرين فجعلوه رب اليوم الذي يتلوه وجعلوه رب الساعة الأولى من ذلك اليوم أيضا ثم الكوكب الذي يتلوه في الفلك جعلوه رب الساعة الثانية وكذلك فعلوا بالأيام كلها
Bogga 710