الحرب، ولكنني لن أوافق على ترك القبائل حرة في الخروج عن طاعتي وإذا فعلت فكيف تريدون أن أدفع اللزمة. لأن العرب سينضمون إليكم عند أقل الغضب وأن الطريقة الوحيدة التي تسمح لي بأن ألبي رغبتكم هي أن تنسحبوا من المكان الذي أنتم فيه لتبقوا في عنابة وتتركوا لي باقي المقاطعة». وذهب بوجناح بهذا الرد ثم عاد بعد ذلك بقليل ومعه رسالة لا تغير أي شيء في الاقتراحات الأولى: إنما هي تكرار لما كنت قد أخبرت به (٤٨). وعليه أجبت بأن «الشروط قاسية جدا، ولا أرى أنكم ترغبون في إبرام السلم، ولو كان العكس لعدلتم الاقتراحات، وأن رسالتكم الثانية تشبه كتابكم الأول وعليه فإجابتي الثانية لا يمكن إلا أن تكون مطابقة للأولى. واعتقد أنه لم يبق بيني وبينكم غير المعركة».
إن الجنرال الفرنسي قد أساء الاختيار عندما وضع ثقته في بوجناح، لأنني بمجرد ما أعلنت له تصميمي قال لي: «لقد أحسنت في رفضك حدود مجاز عمر التي اقترحت عليك. إن الفرنسيين أناس يريدون التوسع
_________
(٤٨) - ترجمة هذه الرسالة منشورة في المراسلات المذكورة ص: ٦١٩.
1 / 66