كيف يمكن أن يكون هذا الرجل أخي. ولدت في الشركس من أبوين مسلمين، وولد يوسف في إيطاليا من أبوين يهوديين.»
وبعد كل هذا تعجبت كثيرا من مساعدة الفرنييين له.
وفهمت جيدا أن كل أقواله عن طردهم، لم تكن سوى نتيجة اتفاق بينهم. ولكن الذي لم أستطع أن أتصوره هو إعطاء السلطة لرجل ليس له أي تأثير في البلاد.
وبالفعل، فلكي يكون للمرء نفوذ يجب أن تكون له ثروة عظيمة ومواهب كبيرة، وان يكون عالما وشجاعا ومن أسرة نبيلة جليلة، ويوسف لا يملك أي شيء من هذه العناوين كلها. وان الذين لم يكن لهم أي كره ضد الفرنسيين يسخطون عليهم عندما يرونهم يريدون أن ينصبوا على رأسهم رجلا عرف في تونس كأبسط ما يكون.
وان هذا السخط ليزداد عندما نعلم انه أحاط نفسه بأناس انقضوا على المقاطعة ليستحوذوا على المناصب وأعني بهؤلاء الناس القائد سليان بن زكري (٣٢) وغيره.
_________
(٣٢) - يقول عنه بيليسي في حولياته (الجزء الأول، ص ٣٢٣): انه شخصية غامضة هرب من قسنطينة ولجأ إلى الجزائر حيث اتصل بقائد الحملة فكلفه بحماية «حصن الماء» (برج الكيفان حاليا) مقابل ٦٠٠٠ فرنك شهريا.
1 / 45