ولا تنور بدوري واستفسر عما يقوله يوسف، أرسلت له ابن شيخ وادي زناتي. فقصده هذا الشاب إلى عنابة بإذن مني وأحاط سفره بغموض كبير وتقابل معه مدة طويلة دارت فيها المناقشة حول كل ما ورد في رسائل يوسف. والظاهر أن هذا الأخير أعجب بحديث الرسول الفتى، ولاكتساب ثقته أهداه بندقية جميلة لم يحتفظ بها وإنما حملها إلي.
بعد ذلك وجه له ابن الشيخ السؤال التالي: «في أية فترة تريدون تنفيذ ما وعدتمونا أن تقوموا به إزاء الفرنسيين وأجاب يوسف بأنه لا يستطيع تحديد ذلك «لأنني ما زلت في حاجة إليهم، ولكنكم سترون فيما بعد كيف أنفذ وعودي.»
لقد كنت وما زلت مقتنعا بأن كل ما كتبه عن مشاريعه ضد الفرنسيين، لم يكن سوى لمغالطة العرب، وتأكد لي ذلك، خاصة، عندما رأيت أن نفس يوسف هذا طفق ليكون لنفسه حزبا في المقاطعة، ينشر عن حياته الماضية أقاصيص كاذبة تبين للجميع فيما بعد أنها لا تعتمد على أي أساس من الصحة.
وهكذا أراد أن يقدم نفسه كأخ لأحمد باي المملوك باي
1 / 43