عندئذ أحضرت خزنداري، فنقده المبلغ أمامي وتوجه إلى عنابة ومنها إلى مدينة الجزائر. وبعد ذلك علمت أنه ذهب إلى فرنسا ثم إلى القسطنطينية، وعندما رأيت وعوده لم تتحقق كتبت له، فأجابني بأن لا خوف علي ولا على دراهمي، ولكنني في الحقيقة تعرضت للمصائب وفقدت دراهمي إلى الأبد. (٢٧)
٦
في أثناء هذه المفاوضات قدم إلى قسنطينة كامل باي المبعوث الذي أرسله السلطان ليطلع على أوضاع البلاد. فاستقبلته استقبالا يليق بمرتبته، وأمرت حينا، باستدعاء جميع الأعيان في المقاطعة. وعندما اجتمعوا حولنا خاطبهم كامل قائلا:
«لقد أرسلني السلطان أعزه الله لأدعم شجاعتكم وأطلب منكم الالتزام بالايمان والصبر، لأن السلطان محمود قد تفضل بالتفاته إلى بلدكم، وهو لا يريد له أن يتألم مدة أطول، ويقوم الآن بابرام صلح يرمي إلى إبقاء المقاطمة في
_________
(٢٧) - يذكر حمدان في مرآته، ص: ٢١٣ أن الباي بذل كل ما في وسعه للتفاهم مع الفرنسيين ويؤكد كل ما أورده الباي حول هذه القضية.
1 / 37