في قصبتي عنابة وقسنطينة، وزيادة على ذلك يكون ميناء عنابة تابعا للفرنسيين، وتكون فيه حرية التجارة لهم وحدهم. فأجبت سي حمدان، وسلمته رسالة أقول فيها بأنني لا أستطيع قبول هذه الشروط، ولا دفع الخمسين ألف دورو التي تعتبر مبلغا باهضا بالنسبة إلينا، خاصة منذ أن جردنا من المواني التي هي مصدر ثرواتنا. وكررت كذلك بأن التفاوض لا ينبغي أن يكون معنا، وإنما يجب التوجه إلى القسطنطينية.
عندئذ قال لي سي حمدان: «من الخطأ أن تواجهوا الفرنسيين بهذا الرفض المطلق.
فزودوني بعبارات ألطف، وأعطوني ٥ أو ٦ آلاف دورو وسأذهب إلى باريس وهناك أقوم بمساعي لصالحكم، وسوف أتمكن من تسوية قضيتكم بحيث يتركونكم في أمان.»
وكانت إجابتي: «يا سي حمدان، يشهد الله، لو كنت أعلم أني أحصل على هذه النتيجة بواسطتكم لدفعت عشرين من أضعاف ما تطلبون، ولكنني لا أعتقد أنكم تنجحون».
ألح سي حمدان على إمكانية تنفيذ هذه الخطة وأكد بأن المبلغ الذي يطلبه مني يزيد عن الكفاية.
1 / 36