قال هذا وهو يدور حول نفسه ليرى في المرآة أزرار الخاصرة، وقد بدت في منتصف الطريق إلى أعلى ظهره، وعاد يقول: «كأنها ثوب مأمور البريد ... هذه سترات غريبة ... معمولة بعقد، فلا قياس ولا أخذ أبعاد، ما أغرب تصريف العناية الإلهية ... كل القصار يعطون ثيابا طوالا ... وكل الطوال يعطون ثيابا قصارا.»
وعلى هذا النحو انطلق صاحب المستر طبمن أو رفيقه الجديد في ثرثرته، وهو يصلح من ثوبه، أو على الأصح من ثوب المستر ونكل، حتى إذا انتهى صحب المستر طبمن، وذهبا يصعدان السلم المؤدي إلى قاعة الرقص.
وقال الرجل الواقف بالباب : «الأسماء ... من فضلك.»
وتقدم المستر طبمن ليعلن عن نفسه، ولكن الرجل الغريب منعه قائلا: «لا أسماء مطلقا ...» وأقبل يهمس للمستر طبمن: «إن الأسماء لا تجدي، إذا كانت غير معروفة، قد تكون حسنة في ذاتها ... ولكنها ليست أسماء كبيرة ... قد تصح الأسماء المعروفة في حفلة صغيرة، ولكنها لا تحدث تأثيرا في الحفلات، والاجتماعات العامة ... فلنتنكر ... هذا خير وأفضل ... سيدان من لندن ... أجنبيان كبيران ... أي شيء ...»
وفتح الباب، ودخل المستر طبمن والغريب قاعة الرقص.
وكانت حجرة طويلة، صفت فيها أرائك مكسوة بأغطية قرمزية اللون، ونصبت خلالها الشموع في ثريات زجاجية، وكان الموسيقيون جلوسا وحدهم فوق منصة عالية، وقد حوت الحلبة زوجين أو ثلاثة أزواج من الراقصين على أنغام المعازف، وقد وضعت منضدتان للميسر في غرفة مجاورة خصصت للعب الورق، وبدأت أربع سيدات متقدمات في العمر، ومثل عددهن من الرجال البدينين، منهمكين في المقامرة.
وانتهى الرقص، وانطلق الراقصون يتنقلون في أرجاء القاعة، واتخذ المستر طبمن ورفيقه مكانا لهما في ركن؛ ليتفقدا القوم.
وقال الغريب: «انتظر لحظة، لا يلبث الفصل البديع ... أن يبدأ ... معاشر الوجهاء والسادات لم يحضروا بعد ... هذا بلد غريب ... أصحاب الطبقة العليا من أهل أحواض السفن لا يعرفون الطبقة الدنيا ... وهؤلاء لا يعرفون صغار السادات ... وصغار السادات لا يعرفون أرباب الحرف والمهن ... والوكيل لا يعرف أحدا.»
قال المستر طبمن: «ومن يكون ذلك الغلام الصغير، ذو الشعر الأشقر، والعينين القرنفليتين، الذي يبدو في ثوب تنكري؟»
فأجاب الغريب قائلا: «صه ... أرجوك ... العينان القرنفليتان، والثوب المستعار ... والغلام الصغير ... هراء ... شارة الآلاي السابع والتسعين ... هذا الشريف ويلموت سنايب ... أسرة عظيمة ... آل سنايب ... عظيمة جدا ...»
Bog aan la aqoon