وقال الفراءُ: إن سميت بهذه النعوت رجلًا لم تُجرِه؛ لأنه عُلِّق على ما لا يُشاكله.
وقال سيبويه: إذا سميت رجلًا بحائض وطالق وطامِثٍ صرفته؛ لأنها مذكرتةٌ وُصِفَ بها المؤنث؛ كما يُوصفُ المذكرُ بمؤنثٍ لا يكون إلا لمذكر؛ مثل نُكحةٌ، وكأن هذا المذكرَ عنده نعتٌ لشيء. كأن معنى قولهم: عنده هذه حائض: هذه شخصٌ حائضٌ، وهذه شيءٌ حائض، وسنستقصي تفسير هذا في بابه إن شاء الله.
وأما (طاهرٌ) فإن فيه معنيين، إذا نويت به الطهر من الأدناس، والذنوب أجريته اسمًا لرجل ولم تُجره اسمًا لامرأةٍ، فتقول: قام طاهرٌ، وأكرمت طاهرا، ومررت بطار، وتقول في المؤنث: قامتْ طاهرُ، وأكرمتُ طاهرَ، ومررت بطاهرَ، فلا تُجرِه؛ كما لا تُجري مُدلَّ إذا سميت به امرأة.
وغذا نويت بطاهر الطُّهرَ من الحيض لم تُجرِه من قول الفراء اسمًا لرجل ولا لامرأة؛ لأنه بمنزلة حائض وطالق وطامث.
1 / 125