فقاما ثم رجعا إليه، فقال أحدهما: قد طلع الفجر. وقال الآخر: لم يطلع.
فأكب ابن عباس على (¬1) طعامه مليا (¬2) ، ثم قال لهما في الثانية مثل قوله في (¬3) الأولى، فخرجا ثم رجعا إليه، فقال أحدهما: قد طلع الفجر. وقال الآخر: لم يطلع الفجر (¬4) .
فأكب ابن عباس على طعامه مليا، ثم قال لهما في الثالثة مثل قوله في الأولى والثانية، فخرجا ثم رجعا إليه، فقالا له (¬5) جميعا: قد طلع الفجر.
فرفع يده عن (¬6) الطعام ومضمض فاه وتلا هذه الآية: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).
قال أبو المؤرج: والجماع مثل الأكل والشرب (¬7) .
سألت أبا المؤرج: عن عمود الصبح الذي يستطيل في السماء ولا يذهب عرضا.
قال: سألت عن ذلك أبا عبيدة فقال: إن ذلك يطلع بليل فتسحر فإنه من الليل، ولكن إذا اعترض فدع الطعام والشرب فإنك قد أصبحت (¬8) .
وكذلك أخبرني محبوب عن الربيع عن أبي عبيدة.
{ص 134}
سألت أبا المؤرج فقلت (¬9) : أيباشر الرجل امرأته في ملحفة واحدة وهو صائم؟.
قال: حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها أنه سألها عن ذلك فقالت: لا.
قال (¬10) لها جابر: ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم (¬11) يفعل ذلك؟
قالت: إن النبي عليه الصلاة والسلام (¬12) كان أملك لإربه منكم.
قال أبو عبيدة عن جابر بن زيد (¬13) : (¬14) إنما كرهت ذلك رهبة أن يفسد صومه، لأنه غير آمن لنفسه.
قال أبو المؤرج: قلت لأبي عبيدة: فإن كان آمنا لنفسه فلا بأس بذلك؟.
قال: نعم (¬15) .
¬__________
(¬1) في.
(¬2) مليا) أثبتناها من (ب).
(¬3) بدون (في).
(¬4) بدون (الفجر).
(¬5) بدون (له).
(¬6) من.
(¬7) والشراب.
(¬8) فإنه قد أصبح) بدلا من (فإنك قد أصبحت).
(¬9) بدون (فقلت).
(¬10) فقال.
(¬11) نبي الله عليه السلام.
(¬12) فقلت: إنه النبي عله السلام.
(¬13) بدون (بن زيد).
(¬14) بزيادة (كأنها).
(¬15) بدون (قال: نعم).
Bogga 69