في أعلى مرتبة الفصاحة والبلاغة.
نعم ، لا ننكر اختلاف الآيات ، في الاشتمال على المحسنات واللطائف والنكات ، الظاهرة عندنا وعند فصحاء العرب ، المعترفين بالعجز.
ولذا اختار كل من الاربعة : أعني ابن أبي العوجاء ، وابا شاكر الديصاني ، وعبد الملك البصري ، وابن المقفع ، المتعاهدين على نقص القرآن باتيان مثله ، أرباعا في العام القابل ، في مقام الاقرار بالعجز عن الاتيان بما وعد ، آية من القرآن ، تحير في فصاحتها كما في الخبر المروي في الاحتجاج ، فإن الذوق والمشرب يختلف في الناس كسائر الغرائز ، بل اشتهر في الألسنة ان افصح الايات قوله تعالى : ( يا أرض ابلعي ماءك ) الاية.
وهذا ليس الا لاسلوبه العجيب ، المطبوع عند الافهام المستقيمة ، والاذهان القويمة ، وإشتماله على ما لا يشتمل عليه غيره من الآيات ، من المحسنات البديعية.
فقد نقل الفاضل السيوطي في كتاب الاتقان ، عن ابن أبي الاصبع انه قال : لم أر في الكلام الالهي مثل قوله : ( يا أرض ابلعي ماءك ) فإن فيها عشرين ضربا من البديع ، وهي سبع عشرة لفظة.
(الاول): المناسبة التامة (والموازنة الحسنة) في ( ابلعي ) و ( أقلعي ).
قال الموصلي : في المثال السائر ، الموازنة ان تكون الفاظ الفواصل من الكلام المنثور متساوية في الوزن ، وان يكون صدر البيت
Bogga 59