لا مانع من كون اصل الاعجاز مجمعا عليه ، كما لا مانع في المثال من كون الاكرام كذلك.
نعم ، اذا كان المقصود إثبات جامعية للوجوه عند الجمع ، لم يثبت بذلك ، وليس كذلك ، بل المقصود إثبات القدر المشترك الكلي» والاتفاق عليه حاصل بتوجيه كل واحد من المتفقين بوجه من الوجوه.
والحاصل : أن المقصود في المقام اثبات الاعجاز ، وهو حكم خاص في موضوع خاص ، وان اختلفت الجهات والعلل ، فان اختلافها لا يوجب اختلاف الموضوع ، فإنها جهات تعليلية ، بحيث يتكثر الموضوع بها ، لظهور أن الخارق للعادة معجزة ، سواء كان : من قبيل الفصاحة ، ام الصرفة ام الاسلوب ، ام غيرها ،
لا يقال : بعد عدم ثبوت وجه متفق عليه بين الوجوه ، يضعف اصل القدر المشترك ، اذ لمورد ان يورد بان هذا لاجماع انما هو لمجرد التقليد ، والتعبد ، والا فلم لا يكون له وجه ظاهر؟
لانا نقول : الأفهام مختلفة ، وتميز وجه الاعجاز في غاية الاشكال كما ياتي بيان عن قريب ، عند الجميع بين ما في الكتاب وما في المفتاح ، فكل يظهر له ما يصل اليه فهمه ، وما أعظم شان ما له في مقام الاعجاز وجوه عديدة ، يجتمع بها الاراء المختلفة ، فإن هذا من اظهر الادلة ، واقوى الشواهد على الاعجاز.
ومما قد يسبق الى بعض الاوهام الفاسدة والافهام الكاسدة ، ان ان آيات القرآن مختلفة في الفصاحة ، كما يأتي عند شرح قول
Bogga 56