Macallin Fiican
Noocyada
وان لا يكن باعثا للفاعل ، يسمى ، فائدة ومنفعة وغاية.
وثانيها : المنفعة ، وهى ما يتشوقه الكل طبعا ، لينشط للطلب ، ويتحمل المشقة كما ذكرنا .
وليعلم : ان المراد من الأول ، ما كان سببا حاملا على تدوين المدون الأول للعلم ، كما يقال : ان الغرض من تدوين علم البلاغة : كشف وجوه اعجاز القرآن كما بيناه فيما تقدم .
والمراد من الثاني : ما يشتمل عليه العلم : من منفعة ، ومصلحة ، حتى يميل اليها الطباع ، ان كانت للعلم منفعة ومصلحة ، سوى الغرض الباعث للواضع الأول ، كما يقال : ان المنفعة من علم البلاغة : قوة البيان في التكلم والخطابة ، بحيث يسهل على العالم بعلم البلاغة : افهام مقصوده واظهار مطلوبه ، ولذلك قيل : «ان من البيان لسحرا».
ثالثها : وجه التسمية كما يقال : انما سمي هذا العلم : «علم البلاغة» اذ بهذا العلم ، يبلغ المتكلم مرامة ومقصوده ، لأنه به يقدر على المنطق الفصيح ، المعرب عما في الضمير.
رابعها : المدون ، ليكن قلب المتعلم على ما هو الشأن في مبادىء الحال : من معرفة حال الأقوال بمراتب الرجال.
واما المحققون : فيعرفون الرجال بالحق ، لا الحق بالرجال ، ولنعم ما قال ، ولى ذي الجلال ، عليه سلام الله المتعال : «لا تنظر الى من قال ، وانظر الى ما قال».
والباعث على تدوين علم البلاغة : انه كثرت المناظرة والتشاجر ، أوائل دولة بني العباس بين الادباء وعلماء الاسلام من المتكلمين
Bogga 309