292

فان ظاهر هذا الكلام يدل : على ان المتقدم مشعر بالمخصوص ، اغنى عن ذكره آخر ، وليس هو المخصوص نفسه ، فتأمل.

(ثم عطف الجملة) يعني : «نعم الوكيل» : (على المفرد) يعني : «حسبي» فقط.

(وان صح باعتبار : تضمن المفرد معنى الفعل. لأن حسبي كما تقدم مآل معانيه ، الى «محسبي ، وكافي» ومآل معناهما : الى حسب ، وكفى ، فيصح عطف الجملة على مثل هذا المفرد ، المتضمن معنى الفعل. (كما) صرح به : (في) الألفية بقوله :

واعطف على اسم شبه فعل فعلا

وعكسا استعمل تجده سهلا

نحو : (قوله تعالى : ( فالق الإصباح وجعل الليل ) على رأي) اي : على رأي من لا يجعل الواو حالية بتقدير قد بل عاطفة ، ولكن لا يجعل العطف على جملة فالق الاصباح بتقدير مبتدأ ، اي : هو فالق الاصباح.

(لكنه)، اي : هذا العطف ايضا (في الحقيقة ، من عطف الانشاء على الاخبار) ، لأن «حسبي» ليس بانشاء ، فهو : اخبار ، اذ لا واسطة بينهما ، والكلام في الرد والقبول عنده ، نظير ما تقدم والله أعلم.

الى هنا : كان الكلام في شرح الخطبة ، (وهذا اوان): كزمان وزنا ومعنى وقد يكسر همرتها ، جمعه : آونة كازمنة بقلب الهمزة الثانية ألفا.

واعلم : ان القدماء : كانوا يذكرون قبل (الشروع في المقصود)

Bogga 294