233

مجردة ، وهي التورية التي لا تجامع شيئا مما يلائم المعنى القريب ، نحو : « الرحمن على العرش استوى ».

فانه اراد بالاستواء : معناه البعيد ، وهو : استولى ، ولم يقرن به شيء مما يلائم المعنى القريب ، الذي هو : الاستقرار.

ومرشحة ، وهي : التي تجامع شيئا مما يلائم المعنى القريب ، المورى به عن المعنى البعيد المراد.

اما بلفظ قبله ، نحو : ( والسماء بنيناها بأيد ) فانه اراد بايد معناها البعيد ، اعني : القدرة ، وقد قرن بها ما يلائم المعنى القريب اعنى : الجارحة المخصوصة ، وهو قوله : ( بنيناها ).

او بلفظ بعده ، كقول ابى الفضيل عياض يصف ربيعا باردا :

او الغزالة من طول المدى خرفت

فما تفرق بين الجدي والحمل

يعنى : كأن الشمس ، من كبرها وطول مدتها ، صارت (خرفة) قليلة العقل ، فنزلت في برج الجدي ، في اوان الحلول ببرج الحمل.

اراد بالغزالة : معناها البعيد ، اعني : الشمس ، وقد قرن بها ما يلائم المعنى القريب ، الذي ليس بمراد ، اعني : الرشاء ، اي : ولد الظبي ، حيث ذكر الخرافة ، وكذا ذكر الجدي والحمل.

وقد يكون كل من التوريتين ، ترشيحا للاخرى ، كبيت السقط :

اذا صدق الجد افترى العم للفتى

مكارم للفتى وان كذب الخال

أراد بالجد الحظ ، وبالعم : الجماعة من الناس ، وبالخال : المخيلة.

ومعنى البيت : انه اذا صدق جد الأنسان ، اي : صح حظه وبخته ، كذب الناس له ، واشاعوا عنه مكارم لا تنام ، اي : لا تسكن ولا يضعف اشتهارها ، وان كذب الخال ، اي : وان عدمت العلامات

Bogga 235