Macallin Fiican
Noocyada
حرفة من الحرف. فينشرح صدره بملابستها ، وتطيعه قواه في مباشرتها ، فيقبلها بانشراح صدر ، ويزاولها باتساع قلبه.
فلما دعا الله أهل البلاغة والخطابة ، الذين يهيمون في كل واد من المعاني بسلاطة لسانهم ، الى معارضة القرآن ، وعجزهم عن الاتيان بمثله ، ولم يتصدوا لمعارضته ، لم يخف على اولى الالباب : ان صارفا إليها صرفهم عن ذلك.
واي اعجاز أعظم ، من ان يكون كافة البلغاء ، عجزت في الظاهر عن معارضته ، مصروفة في الباطن عنها.
وقال السكاكي في المفتاح : اعلم : ان اعجاز القرآن يدرك ، ولا يمكن وصفه : كاستقامة الوزن ، تدرك ولا يمكن وصفها ، وكالملاحة ، وكما يدرك طيب النغم العارض لهذا الصوت.
ولا يدرك تحصيله لغير ذي الفطرة السليمة : الا باتقان علمي (المعاني والبيان) والتمرين فيهما.
وقال ابو حيان التوحيدي : سئل بندار الفارسي عن موضع الاعجاز من القرآن؟
فقال : هذه مسألة فيها حيف على المعنى ، وذلك انه شبيه بقولك : ما موضع الانسان من الانسان؟ فليس للانسان موضع من الانسان ، بل متى اشرت الى جملته فقد حققته ، ودللت على ذاته. كذلك القرآن لشرفه ، لا يشار الى شىء منه الا وكان ذلك المعنى آية في نفسه ، ومعجزة لمحاوله ، وهدى لقائله.
وليس في طاقة البشر الاحاطة باغراض الله في كلامه ، واسراره في كتابه ، فلذلك حادت العقول ، وتاهت البصائر عنده.
Bogga 195